مصر تدين أحداث بورتسودان: تأثيرها شديد السلبية على جهود وقف إطلاق النار

تدين مصر وتستنكر بأشد العبارات الاستهداف المكثف الذي تعرضت له المنشآت والبني التحتية في بورتسودان فجر اليوم الثلاثاء.
وتشدد مصر على خطورة التصعيد الأخير وتأثيره شديد السلبية على جهود وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية للمحتاجين في السودان.
كما تجدد مصر رفضها القاطع لأي استهداف للمنشآت المدنية بالمخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني، الأمر الذي يضر بمقدرات الدولة والحياة اليومية للمواطنين.
وشهدت مدينة بورتسودان شرقي السودان، صباح اليوم الثلاثاء تصاعدًا حادًا في التوتر، حيث أفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية واندلاع حرائق متعددة في مناطق متفرقة من المدينة. وحتى اللحظة، لا تزال الأسباب الدقيقة للانفجارات غير واضحة، ما يزيد من حالة الغموض والقلق في أوساط السكان، في الوقت الذي تهز فيه الحرب الأهلية المدينة لليوم الثالث على التوالي.
وتصاعدت أعمدة دخان داكنة من محيط الميناء البحري الرئيسي في السودان، الواقع في المدينة التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين.
الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
أدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومن المرجح أن تتفاقم مع الهجمات على بورتسودان، حيث أقامت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والوزارات الحكومية المتحالفة مع الجيش مقار لها.
تصعيد حاد
تمثل الهجمات، التي بدأت يوم الأحد، تصعيدًا حادًا في القتال، وظلت المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر حتى الآن بمنأى عن الهجمات البرية أو الجوية منذ بدء الحرب.
وقد تعرضت قاعدة عسكرية قرب المطار الدولي الوحيد العامل في السودان، يوم الأحد، لقصف بطائرات مسيرة، تلته هجمات يوم الاثنين على مستودعات وقود في المدينة.
وفي كلتا الحالتين، ألقت مصادر عسكرية باللوم على قوات الدعم السريع. وجاءت الضربات بعد أن صرح مصدر عسكري أن الجيش دمّر مستودع طائرات وأسلحة في مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
ولم تعلن قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن هجمات بورتسودان.
الحرب في السودان
يشهد السودان حربًا منذ أبريل 2023، عندما اندلع صراع على السلطة بشأن انتقال البلاد إلى الحكم المدني، وتحول إلى صراع شامل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ووفقًا للأمم المتحدة، أدى هذا النزاع إلى نزح أكثر من 12 مليون شخص، ويواجه نصف السكان الآن جوعًا حادًا.
بعد عامين من الحرب، طرد الجيش قوات الدعم السريع من معظم أنحاء وسط السودان. وردًا على ذلك، تحولت قوات الدعم السريع من القتال البري إلى هجمات بطائرات مسيرة تستهدف البنية التحتية - بما في ذلك محطات الطاقة - في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش.
يواصل الجيش شن غارات جوية في إقليم دارفور، معقل قوات الدعم السريع. ويخوض الطرفان معارك برية ضارية للسيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مع امتداد الحرب إلى مناطق سيطرة متجذرة.