فيروس جديد يطرق الأبواب.. “HMPV” يعود وينذر بالخطر

عاد فيروس "HMPV" إلى واجهة الاهتمام الطبي بعدما رُصدت موجة إصابات متزايدة به في الصين منذ يناير الماضي، ما أثار قلقًا عالميًا بشأن احتمالية تفشيه على نطاق أوسع. ورغم أن الفيروس ليس جديدًا في الساحة العلمية، إلا أن تجدد ظهوره وسرعة انتشاره دفعا الجهات الصحية إلى إعادة تسليط الضوء عليه. فما هو فيروس HMPV؟ وما أعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
فيروس HMPV
فيروس "HMPV" هو اختصار لـ "Human Metapneumovirus" أو "الفيروس البشري الميتابينوموي"، ويُعد أحد الفيروسات الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي. ينتمي هذا الفيروس إلى عائلة الفيروسات المخاطانية، وهي العائلة نفسها التي تضم فيروس الحصبة وفيروس "RSV" المعروف. وغالبًا ما يُسبب الفيروس أعراضًا تنفسية خفيفة تشبه نزلات البرد، لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى فئات معينة، مثل الأطفال، وكبار السن، وذوي المناعة الضعيفة.
طريقة العدوى
ينتقل "HMPV" بطريقة مشابهة للفيروسات التنفسية الأخرى، وتشمل وسائل العدوى:
- الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس.
- لمس الأسطح الملوثة ثم ملامسة العينين أو الفم أو الأنف.
- الاتصال القريب مع شخص مصاب، خاصة في الأماكن المغلقة مثل المدارس ودور الرعاية.
وتزداد فرص انتقال الفيروس خلال أشهر الشتاء، حين تنتشر أمراض الجهاز التنفسي.
أعراض الإصابة
تشبه أعراض "HMPV"، أعراض الإنفلونزا أو فيروس "RSV"، وتتضمن ما يلي:
- سعال (جاف أو رطب)
- انسداد أو سيلان الأنف
- ارتفاع في درجة الحرارة
- التهاب الحلق
- صعوبة في التنفس (خاصة لدى الأطفال أو المسنين)
- إرهاق عام وآلام بالجسم
- وفي بعض الحالات: التهاب رئوي أو التهاب القصيبات الهوائية.
وتظهر الأعراض عادةً خلال 3 إلى 5 أيام من الإصابة، وقد تستمر لمدة أسبوع أو أكثر.
علاج لفيروس HMPV
حتى الآن، لا يوجد علاج نوعي مضاد للفيروس، لكن في معظم الحالات، تتحسن الأعراض تدريجيًا مع الرعاية المنزلية، مثل:
- الراحة التامة في المنزل.
- الإكثار من السوائل الدافئة.
- استخدام مسكنات الحرارة والألم مثل الباراسيتامول.
- بخاخات الأنف أو جلسات الاستنشاق لتسهيل التنفس.
في الحالات المتقدمة، قد يستلزم الأمر العلاج بالأوكسجين أو التنويم في المستشفى.
مضاعفات خطيرة
رغم أن "HMPV" غالبًا ما يسبب مرضًا خفيفًا، إلا أن بعض الفئات قد تواجه مضاعفات خطيرة، وهم:
- الأطفال دون سن الخامسة، وخاصة الرضع.
- كبار السن (فوق 65 عامًا).
- مرضى الربو أو أمراض الرئة المزمنة.
- أصحاب المناعة الضعيفة.
- المصابون بأمراض مزمنة مثل القلب والسكري.
لقاح لـ HMPV
حتى الآن، لا يوجد لقاح معتمد أو علاج مضاد فيروسي خاص بـ "HMPV"، وتقتصر الإجراءات على تخفيف الأعراض والوقاية من العدوى.
الوقاية من HMPV
للحد من خطر الإصابة بفيروس "HMPV"، يُنصح باتباع إجراءات وقائية فعالة، أهمها:
- غسل اليدين جيدًا وبشكل متكرر.
- تجنّب لمس الوجه دون تعقيم اليدين.
- تهوية الأماكن المغلقة جيدًا.
- ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.
- تجنّب مخالطة المرضى.
- تنظيف الأسطح المشتركة بانتظام.
- تعزيز المناعة من خلال التغذية الصحية والنوم الكافي.
تهديدات عالمية
حتى اللحظة، لم تُصدر منظمة الصحة العالمية أي بيان يعتبر HMPV تهديدًا عالميًا، ولكن الأرقام المتزايدة للإصابات في بعض الدول، مثل الصين، تُعد مؤشرًا على أهمية مراقبة الفيروس عن كثب، لا سيما أنه يُشبه في أعراضه أمراضًا معروفة مثل الإنفلونزا وكوفيد-19، ما يصعّب التمييز بينها دون فحوص دقيقة.
رغم أن فيروس HMPV ليس بالوافد الجديد، إلا أن تجدد ظهوره يفرض علينا التذكير بأهمية التزام الإجراءات الوقائية والنظافة الشخصية. الحذر والوعي، إلى جانب تقوية جهاز المناعة، هي الأسلحة الأهم لمواجهة هذا النوع من الفيروسات الموسمية، لا سيما لدى الفئات الأضعف صحيًا.