عاجل

تراكم النفايات الصلبة والطبية..تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة

 مكب بري في خان يونس،
مكب بري في خان يونس، جنوب قطاع غزة

بالرغم من الهدنة "الهشة"لوقف إطلاق النار، إلا أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تتزايد بشكل كبير في ظل تكدس النفايات الصلبة التي أثرت بشكل عميق على حياة الفلسطينيين، وقد ساهمت هذه الأزمة في زيادة الأضرار البيئية والصحية التي يعاني منها سكان القطاع.

 

النداءات الإنسانية والتحديات المستمرة   

 

فقد قال رئيس مكتب الأمم المتحدة للخدمات الداعمة للمشروعات، خورخي موريرا دا سيلفا، إن :" الكارثة الإنسانية تتواصل في غزة، رغم أن وقف إطلاق النار قد منح راحة مرحب بها"، وأشار إلى أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط إلى القطاع الذي يحتاج إلى كافة أنواع الدعم، بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية والخيام، وكذلك المعدات اللازمة للتعامل مع النفايات الصلبة التي تتراكم منذ أكثر من خمسة عشر شهراً.

 

تفاقم مشكلة النفايات الصلبة

 

وبلغت كمية النفايات الصلبة المتراكمة في غزة أكثر من 330,000 طن، وهو ما يعادل ما يمكن أن يملأ أكثر من 150 ملعب كرة قدم .. وقد شهدت المنطقة تراكم نحو 2,000 طن من النفايات يومياً، مما أدى إلى تدهور بيئي هائل، ورغم وجود بعض المبادرات للتعامل مع هذه الأزمة، إلا أن النسبة التي تم التخلص منها لا تتجاوز جزءاً صغيراً من الإجمالي.

 

تدمير البنية التحتية للمرافق

وقد تعرضت محطات معالجة النفايات ومرافق جمعها والتخلص منها لأضرار جسيمة، في حين أن شاحنات جمع النفايات تعاني من نقص الوقود، وأصبحت شبكات المياه والصرف الصحي في القطاع خارج الخدمة، حيث دُمرت نحو 70% من منشآت المياه والصرف الصحي، وتفاقمت هذه الأزمة نتيجة تلوث المياه بالنفايات، مما أدى إلى انتشار الأمراض وتدهور الأوضاع الصحية بشكل حاد.

وأشار مسؤول إقليمي في منظمة "أكشن ضد الجوع"، إلى أن الوضع في شمال غزة أصبح "حقل خرائب"، وقد أطلقت العديد من المنظمات الإنسانية جهوداً لإزالة النفايات وتوزيع المياه على السكان في هذه المناطق.

 

مخاطر بيئية وصحية

يذكر أن النفايات المتراكمة تؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، ما يعرض الأراضي الزراعية والأفراد لخطر التسمم، وفي العديد من الحالات، يقوم السكان بحرق النفايات في محاولة للتعامل معها، مما يفاقم مشكلة تلوث الهواء، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض التنفسية والتهاب الكبد، فضلاً عن أمراض أخرى.

وتسبب النفايات المتراكمة إلى تفاقم الأزمة الصحية، كما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن المواد الخطرة الناتجة عن التدمير في غزة تتسرب إلى الهواء والمياه، مما يضر بالصحة العامة للسكان، فالأوضاع في غزة تتطلب تدخلاً عاجلاً لمعالجة هذه المشاكل بشكل جذري.

 

النداءات الدولية

حث برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "PNUD" على ضرورة معالجة مشكلة النفايات بشكل سريع وفعال، محذراً من أن عدم التعامل مع هذه القضية سيؤدي إلى أضرار صحية وبيئية طويلة الأمد، كما أن التراكم المستمر للنفايات يشكل تهديداً كبيراً على حياة الفلسطينيين، الذين يعانون من نقص الخدمات الأساسية.

 

الركام والنفايات الطبية

إلى جانب أزمة النفايات الصلبة، هناك مشكلة أخرى تتعلق بالنفايات الطبية التي تتراكم في المناطق المدمرة، حيث أوضحت اليونيسيف أن هناك أكثر من 11,200 فلسطيني دفنوا تحت الأنقاض، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين، كما تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في القطاع نتيجة للدمار الواسع.

وتعد الأزمة الإنسانية في غزة غير مقتصرة فقط على النزاع العسكري، بل تشمل أيضاً تفشي أزمة بيئية وصحية، ويتطلب الوضع الحالي استجابة عاجلة من المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لتقديم المساعدات بشكل سريع وفعال، من أجل تخفيف معاناة سكان غزة وتجنب تفاقم الأزمات البيئية والصحية.

تم نسخ الرابط