عاجل

من السبورة إلى الطين.. مبادرة معلموا قرية فزارة بسوهاج في صناعة طوب بناء المقا

معلموا فزارة بسوهاج
معلموا فزارة بسوهاج أثناء صناعة الطوب اللبن للمقابر

في قلب صعيد مصر، وتحديدًا في قرية فزارة الشرقية التابعة لمركز ومدينة المراغة شمالي محافظة سوهاج، تتجسد معاني التكافل والعمل الخيري في أبهى صورها، حيث قرر أكثر من 20 معلمًا أن يجعلوا من يوم الجمعة موعدًا أسبوعيًا لعمل لا يرتبط بالتدريس أو السبورة، بل ببناء الطوب اللبن، لبناء المقابر، صدقةً جارية عن أرواح المسلمين.

فمع ساعات الصباح الأولى من كل جمعة، يخلع هؤلاء المعلمون ملابسهم الرسمية، ويرتدون ما يناسب العمل اليدوي الشاق، ليبدأوا في صناعة الطوب اللبن باستخدام أدواتهم البسيطة، من التراب والأدوات، ليس لهدف الربح أو الشهرة، بل ابتغاء وجه الله.

ما بدأ كمبادرة من معلمين، سرعان ما امتد أثره، ليجذب شبابًا من أبناء القرية، من خريجي الجامعات، وأصحاب الوظائف المختلفة، الذين لم يترددوا في الاقتداء بهذا العمل الخيري، فهؤلاء الشباب لم يكتفوا بالدعم المعنوي، بل انخرطوا بالأيدي في تجهيز الطين وتصنيع الطوب اللبن، ليصبح جمعة الطوب اللبن تقليدًا أسبوعيًا يشارك فيه الكبار والصغار من أبناء قرية فزارة الشرقية.

وقال عماد ضاحي، أحد المعلمين المشاركين في دق وصناعة الطوب إننا نحلم بتوسيع النشاط، ليشمل قرى مجاورة بل مراكز مجاورة لتعم الفائدة، مضيفًا أننا نرى أن تجهيز الطوب اللبن لبناء المقابر نوع من أنواع الصدقة الجارية، ووسيلة لخدمة أهل قريتنا بعد رحيلهم عن الدنيا.

وأوضح "ضاحي" أنه منذ 2002 كان أهالي قرية فزارة الشرقية بالمراغة يشيعون جنازة أحد أبنائها وبعد انتهاء عملية الدفن أخذ بعض أفراد أسرة المتوفي يبحثون عن طوب لبن بالمقابر الموجودة بالمنطقة الجبلية بجهينة؛ لإغلاق باب المقبرة، فتعثروا في ذلك، ووجدوا بقايا طوب بعد معاناة، مشيرًا إلى أنه بدأت مجموعة قليلة جدًا في تخصيص يوم الجمعة من كل أسبوع لمسح الطوب اللبن بمنطقة المقابر، حتى انتشرت الفكرة خاصة بين معلمي القرية وبعض أصحاب الوظائف والمهن الأخرى، لدرجة بدأ المزارعين بعض أبناء القرية في التبرع بالمواد الخام اللازمة.

وتضم مبادرة صناعة الطوب اللبن بالمجان للمقابر مديرين ووكلاء مدارس ومعلمين ومهندسين ومراقبين صحة وممرضين، وعمال وطلاب، وجميعهم من أبناء قرية فزارة الشرقية بالمراغة.

 

تم نسخ الرابط