15 نوع.. استشاري: التحرش له أشكال متعددة وجذوره نفسية وأخلاقية

كشف الدكتور عبد الرحمن ترك، استشاري الصحة النفسية، عن الأبعاد النفسية والاجتماعية المعقدة لظاهرة التحرش، مؤكدًا أن التحرش لا يقتصر على الأفعال الجسدية فقط، بل يمتد إلى النظرات والكلمات، ويعكس خللاً نفسيًا وأخلاقيًا لدى المتحرش.
أكثر من فعل مباشر
وأوضح الدكتور ترك، خلال لقائه في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع على قناة "سي بي سي"، أن أشكال التحرش متعددة وتتنوع بين التحرش اللفظي، البصري، والجسدي، مشيرًا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن التحرش يقتصر فقط على اللمس أو الاقتراب الجسدي، بينما الحقيقة أن النظرة المسيئة أو الكلمة الجارحة قد تشكل أيضًا تحرشًا واضحًا.
وأشار الدكتور ترك إلى أن التحرش يرتبط بما سماه "الاضطرابات النفس جنسية"، موضحًا أن هذه الاضطرابات تتجاوز 15 نوعًا، وكلها تساهم في تشكيل سلوك المتحرش، قائًلا: "نحن لا نتعامل مع التحرش كنوع واحد من السلوكيات المنحرفة، بل كظاهرة مركبة لها جذور عميقة في النفس البشرية".
الجاني والمجني عليه
لفت الدكتور ترك إلى أن أصل المشكلة يبدأ من تدهور القيم والأخلاق، سواء عند الجاني أو حتى المجني عليه في بعض الحالات، موضحًا: "الأمر كله يبدأ من الانهيار الأخلاقي، وإذا لم نتمكن من ترسيخ منظومة أخلاقية قوية، فسنظل نعاني من هذه الظاهرة بأشكال مختلفة".
وبيّن الدكتور ترك أن التحرش هو في الأساس اضطراب فكري، حيث تتشكل الأفكار المغلوطة أولًا، ثم تتحول إلى مشاعر غير متزنة، يليها خلل في المزاج والنواقل العصبية، مما يؤدي في النهاية إلى سلوكيات خاطئة، مضيفًا: "التحرش ليس فقط فعلًا عابرًا، بل هو نتيجة سلسلة من الاضطرابات التي تبدأ من الفكر وتنتقل إلى السلوك".

غياب المرجعيات الأسرية
وأكد الدكتور ترك أن أحد أسباب تفاقم ظاهرة التحرش هو غياب المرجعيات التربوية السليمة في الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، موضحًا: "القيم والمبادئ لم تعد تجد من يرعاها أو يعززها، لا في البيوت ولا في المدارس، وحتى المناهج الدراسية تفتقر إلى بناء الوعي الأخلاقي بالشكل الكافي".
وفي ختام حديثه، شدد استشاري الصحة النفسية على ضرورة العمل على إصلاح المنظومة القيمية من جذورها، من خلال تعزيز الوعي المجتمعي، وتكثيف برامج التربية الأخلاقية في المدارس، إضافة إلى دعم الأسر في أداء دورها التربوي، مشددًا: "إذا أردنا الحد من ظاهرة التحرش، علينا أن نعيد بناء المرجعيات القيمية التي تردع السلوكيات المنحرفة قبل أن تقع".