عاجل

رسوم ترامب الجمركية تزعزع استقرار الشركات..فما القصة؟

ترامب
ترامب

قالت الإعلامية إنجي عهدي، إنّ في ظل الحرب التجارية التي أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية باهظة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بدأت الشركات الأمريكية في مواجهة تحديات كبيرة، حيث رفعت أسعار منتجاتها وقلصت توقعاتها المالية.


وأوضحت، أنه في ظل حالة من عدم اليقين المتزايد، تواجه الشركات اضطرابات في سلاسل التوريد، كما تظهر مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي بشكل عام.


وأضافت "عهدي"، في عرض تفصيلي عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ حالة من الضبابية سادت على قرارات المستثمرين في الربع الأول من هذا العام، حيث باتت الشركات غير قادرة على التنبؤ بتكاليفها المستقبلية، ما جعل التخطيط الاستراتيجي أمراً صعباً.


وذكرت، أنه مع استمرار التوترات في السياسات التجارية، وجدت الشركات نفسها في موقف دائم التغير في مواجهة إدارة ترامب. ومع اقتراب نتائج الأعمال للربع الأول، سعت الشركات لتقييم تأثير الحرب التجارية وتحديد طرق للتعامل مع تبعاتها.


وتابعت، أنّ شركات كبرى مثل "هيونداي موتورز" أعلنت عن تشكيل فرق عمل لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية، وقررت نقل إنتاج بعض طرازاتها من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما توقعت الشركة استمرار التحديات الاقتصادية بسبب تصاعد الحروب التجارية وتأثيرات الاقتصاد الكلي. من جهة أخرى، تكبدت شركات التكنولوجيا خسائر كبيرة في ظل تحول قطاع التصنيع إلى "حقل ألغام اقتصادي".


وذكرت، أن الشركات التي تمكنت من التكيف مع الوضع، فقد نقلت مصانعها إلى دول أخرى أو غيّرت مزوديها، ومع ذلك، أدرك معظمها أن العولمة التي تم بناءها على مدى عقود قد تراجعت بشكل مفاجئ بسبب التوترات السياسية.


وواصلت: "على الرغم من أن بعض الشركات حققت مبيعات ربع سنوية أفضل من المتوقع، فقد قررت الحد من زيادة الأسعار في الولايات المتحدة لتجنب فقدان المتسوقين لصالح العلامات التجارية منخفضة التكلفة".


 

ومن ناحية أخرى، كشفت دراسة صادرة عن «معهد السياسات الضريبية والاقتصادية» في الولايات المتحدة أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترامب تُعد بمثابة ضريبة إضافية تثقل كاهل العائلات ذات الدخل المنخفض، مقارنةً بتأثيرها المحدود على الفئات الأكثر ثراءً.

 

ووفقاً للتحليل، فإن الأسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي 28.600 دولار ستتحمل عبئاً يوازي 6.2% إضافية من دخلها بسبب ارتفاع الأسعار الناتج عن الرسوم الجمركية، بينما لن تتأثر الأسر ذات الدخول التي تتجاوز 914.900 دولار إلا بنسبة 1.7%. أما العائلات ذات الدخل المتوسط، والتي تتراوح دخولها بين 55.100 و94.100 دولار سنوياً، فستواجه زيادة بنسبة 5% من دخلها.

الرسوم «الأعلى منذ قرن» تنعكس على المستهلك

فرض ترامب أعلى تعريفات جمركية تشهدها البلاد منذ أكثر من مئة عام، شملت تعريفات وصلت إلى 145% على واردات من الصين، و25% على غالبية المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى تعريفات أخرى على الصلب والألمنيوم، ورسوم عامة بنسبة 10% على سلع من شركاء تجاريين آخرين.

وبحسب الدراسة، فإن هذه الرسوم ستُحمّل المستهلك الأميركي الجزء الأكبر من التكاليف، خاصة الأسر ذات الدخل المنخفض التي تنفق النسبة الأكبر من دخلها على السلع الأساسية مثل الغذاء والملابس.

تأثيرات تضخمية واسعة

أشارت التقديرات إلى أن الأسعار مرشحة للارتفاع بنسبة 2.6% في قطاع المواد الغذائية على المدى القريب، بينما قد تشهد أسعار الملابس ارتفاعاً يصل إلى 64%، ما يُفاقم من الضغوط التضخمية على الفئات المتوسطة ومحدودة الدخل.

تم نسخ الرابط