دعوة لجنود الاحتياط لعدم الالتحاق بـ"حرب لا أخلاقية"
والدة أسير إسرائيلي تدعو جنود الاحتياط للعصيان احتجاجًا على خطة توسيع حرب غزة

فجّرت عيناف تسينغاوكر، والدة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة متان تسينغاوكر، جدلاً واسعًا داخل الكنيست الإسرائيلي، مع انطلاق أولى جلسات الدورة الصيفية، بعدما طالبت جنود الاحتياط بعدم الانضمام إلى خطة الحكومة لتوسيع العمليات العسكرية في غزة، محذّرة من تداعياتها على حياة الأسرى.
صرخة احتجاج
وفي خطاب أثار تفاعلًا واسعًا، دعت تسينغاوكر الجنود إلى "الامتناع عن تلبية أوامر التجنيد، بدافع أخلاقي"، مشيرة إلى أن أي تصعيد ميداني قد يعرّض الأسرى، وبينهم ابنها، لمخاطر جسيمة. وهاجمت ما وصفته بـ"انسياق الحكومة وراء نزعات بن غفير وسموتريتش العقائدية"، قائلة: "سيحتلون غزة وربما يستوطنونها أيضًا. لكن هل سيُعاد جميع الأسرى؟ ومن سيتحمل مسؤولية مصيرهم؟".
رفض معنوي
المداخلة الحماسية للأم أثارت مواجهة ساخنة مع عضو الكنيست سمحا روتمان من حزب "الصهيونية الدينية"، الذي اعتبر دعوة تسينغاوكر بمثابة تحريض على خرق القانون. وقال: "لن أسمح حتى لأفراد العائلات بدعوة الناس للعصيان"، قبل أن يقاطع حديثها قائلًا: "انتهى وقتك".
تصعيد حاد
لكن عيناف لم تصمت، وردّت بشدة: "لا تلوّث اسمي باتهامات باطلة! أنا لم أدعُ إلى التمرد، بل طالبت بعدم الانصياع لأسباب أخلاقية". وغادرت القاعة وهي تصرخ: "متان خدم في الجيش، ونتالي أيضًا جندية في جيش الدفاع الإسرائيلي. لا تتهمني بالخيانة".
وتُجسّد هذه الحادثة التوتر المتصاعد داخل إسرائيل بين الحكومة اليمينية المتشددة وأهالي الأسرى، الذين يطالبون بإعطاء الأولوية لإنقاذ أحبائهم على حساب التصعيد العسكري. ويرى مراقبون أن الحكومة باتت أمام تحدٍ صعب يتمثل في الموازنة بين أهدافها العسكرية وضغوط الرأي العام الداخلي المتزايد.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وسط تحذيرات من منظمات دولية بشأن تداعيات إنسانية متفاقمة، وتزايد المخاوف على مصير عشرات الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
أهالي الأسرى في مواجهة الحكومة اليمينية
لم تكن عيناف تسينغاوكر أول من رفع صوته داخل الكنيست، لكنها أصبحت أيقونة لموجة غضب شعبية تتصاعد داخل إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حيث يواجه ذوو الأسرى صمتًا حكوميًا متزايدًا بشأن مصير أبنائهم. وتُحمّل العائلات الحكومة مسؤولية الإخفاق في إنجاز صفقة تبادل جديدة، فيما تواصل تل أبيب تكثيف ضرباتها على غزة، ما يعرّض حياة المحتجزين للخطر.