يستحيل اعتراضه من القبة الحديدية.. مواصفات صاروخ إيراني لمهاجمة أهداف بإسرائيل

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، عن إدخال صاروخ باليستي جديد إلى الخدمة يحمل اسم "قاسم بصير"، يبلغ مداه 1200 كيلومتر، ويتمتع بنظام توجيه بصري متطور يتيح له إصابة أهداف دقيقة وصغيرة كالحظائر العسكرية ومدارج الطيران، حتى في ظل أجواء من الحرب الإلكترونية المكثفة.
ويُعد الصاروخ الجديد نسخة مطوّرة من صاروخ "الشهيد الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر، وقد تم الكشف عنه لأول مرة عام 2020. ويُصنف ضمن فئة الصواريخ فرط الصوتية (هايبرسونيك)، إذ تبلغ سرعته في الغلاف الجوي 11 ماخ، ويضرب هدفه بسرعة 5 ماخ، مع قدرة على المناورة في المراحل النهائية.

مناعة من التشويش وقدرة على المناورة
ما يميز "قاسم بصير" هو استخدامه نظام توجيه بصري حراري بدلاً من الأنظمة المعتمدة على الأقمار الصناعية أو القصور الذاتي فقط. النظام البصري مزوّد بكاميرا حرارية في الرأس الحربي تُحدد الهدف لحظة الاقتراب منه، ما يمنحه دقة فائقة، ومقاومة عالية للتشويش الذي قد يُمارسه العدو على إشارات GPS.
ورغم أن هذا النظام يقلل من مدى الصاروخ مقارنة بسابقه "الحاج قاسم"، إلا أن 1200 كيلومتر لا تزال كافية لضرب أهداف إسرائيلية استراتيجية بدقة، وفق تقييمات عسكرية. ويُعتبر هذا النوع من التوجيه تطورًا ضروريًا بعد أن أثبتت العمليات الميدانية – كعملية "الوعد الصادق" – أن العدو يستخدم حربًا إلكترونية كثيفة للتشويش على الصواريخ والمسيّرات.
من جهة أخرى، يتمتع الصاروخ بقدرة عالية على المناورة في المرحلة النهائية، بفضل التعديلات التي أُدخلت على زعانف التوجيه. هذه الميزة تجعل اعتراضه شبه مستحيل من قِبل منظومات الدفاع الصاروخي، حتى المتقدمة منها، كـ"القبة الحديدية" و"آرو" و"باتريوت".

رسائل ميدانية واضحة
صُمم "قاسم بصير" ليكون رأس الحربة في الهجمات الافتتاحية ضد الدفاعات الجوية الإسرائيلية، عبر استهداف الرادارات ومواقع الدفاع الجوي، مما يتيح لبقية الصواريخ الإيرانية العبور دون اعتراض. وهو ثاني صاروخ في الترسانة الإيرانية مخصص لاختراق أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات، بعد "فتاح" الفرط صوتي.
كما يتم إطلاقه من منصة متحركة مطوّرة تعتمد تقنية "وحدة الإسناد الديناميكية – DRU"، التي تقلّص وقت التجهيز للإطلاق بشكل كبير، ما يرفع من جاهزية وحدات الصواريخ الإيرانية ويوفر عنصر المفاجأة.
ويرى مراقبون أن توقيت الكشف عن هذا الصاروخ يحمل رسالة واضحة لإسرائيل في ظل التهديدات المتبادلة، ويؤكد أن إيران تواصل تعزيز قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة رغم كل التحديات التكنولوجية واللوجستية.