زيارة بثلاثة أهداف
وزير الخارجية الإيراني من باكستان: ننسق مع إسلام أباد بشأن التوتر مع الهند

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي، خلال زيارته إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد، الإثنين، إن الهدف الأساسي من زيارته هو مناقشة التطورات الإقليمية، وعلى رأسها التوتر المتصاعد بين باكستان والهند، إلى جانب ملف المفاوضات الإيرانية – الأمريكية.
وفي تصريح للصحافة الإيرانية عقب لقائه بنظيره الباكستاني، أوضح عرقجي أن جدول الزيارة يركز على "مراجعة آخر التطورات في جنوب آسيا، واستعراض المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وبحث التعاون الثنائي مع باكستان في مختلف المجالات".
إيران توازن بين الجارين
وأكد المسؤول الإيراني أن بلاده تعتبر كلًا من الهند وباكستان "دولتين صديقتين"، مشيرًا إلى أن باكستان هي "دولة جارة وشقيقة"، وأن إيران كانت حريصة على التشاور مع إسلام أباد قبل التوجه إلى نيودلهي.
وأضاف: "أردنا أن نُطلع أشقاءنا في باكستان على مواقفنا أولًا، وهو ما تحقق خلال اللقاءات مع المسؤولين الباكستانيين".
ملفات سياسية واقتصادية
ولفت عرقجي إلى أن بلاده أطلعت الجانب الباكستاني كذلك على آخر مستجدات الحوار غير المباشر مع الولايات المتحدة، بما في ذلك ما يتعلق بالملف النووي والعقوبات.
وأوضح أن التعاون الثنائي بين إيران وباكستان كان أيضًا ضمن أولويات الزيارة، لا سيما في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، مؤكدًا أن هذه الملفات ستبقى محل متابعة في الاجتماعات المقبلة بين الجانبين.
جهود إيرانية للتهدئة
تأتي زيارة عرقجي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الهند وباكستان توترًا متجددًا، على خلفية قضايا أمنية وحدودية، أبرزها ملف كشمير. وتسعى إيران، التي تربطها علاقات دبلوماسية واقتصادية متوازنة مع الطرفين، إلى لعب دور تهدئة إقليمي، خاصة في ظل تصاعد حدة الخطابات العسكرية بين الجارتين النوويتين.
وكانت طهران قد دعت في أكثر من مناسبة إلى "ضبط النفس والحوار المباشر" بين نيودلهي وإسلام أباد، مؤكدة أن استقرار جنوب آسيا يصب في مصلحة المنطقة بأكملها.
رؤية طهران للتقارب الإقليمي
تعكس زيارة الوفد الإيراني إلى باكستان رغبة طهران في تعزيز التقارب مع الدول الإسلامية المجاورة، ضمن سياسة خارجية تعتمد على التوازن والانفتاح، رغم استمرار الخلافات مع الولايات المتحدة والعقوبات الغربية.
ويرى مراقبون أن إيران تسعى إلى استثمار علاقاتها التاريخية مع باكستان، خاصة في ظل التحديات الأمنية المشتركة على الحدود، ووجود مصالح اقتصادية متقاطعة في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية.
باكستان وإيران.. علاقة حذرة لكنها متينة
ورغم التوترات العرضية التي شهدتها العلاقات الإيرانية–الباكستانية في بعض الفترات، بسبب قضايا أمنية أو تدخلات خارجية، إلا أن البلدين حافظا على مستوى عالٍ من التنسيق السياسي، والتشاور المستمر بشأن ملفات إقليمية، أبرزها أفغانستان، والمواجهة مع التنظيمات المتطرفة، والتعاون الحدودي.
ويُتوقع أن تواصل طهران وإسلام أباد تنسيق المواقف في ظل التحديات الجديدة في المنطقة، من بينها الحرب في غزة، وتصاعد التوتر بين قوى إقليمية ودولية.