عاجل

تعليق الملاحة وفزع في المدينة الساحلية

هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مطار بورتسودان.. وتصاعد في صراع الجيش والدعم السريع

صراع الجيش والدعم
صراع الجيش والدعم السريع

في تطور نوعي وغير مسبوق، أعلنت السلطات السودانية، أن مطار بورتسودان الدولي، العاصمة المؤقتة للبلاد، قد تعرّض لهجوم بطائرات مسيّرة انتحارية تابعة لـ"قوات الدعم السريع"، ما أدى إلى تعليق حركة الملاحة الجوية بالكامل، وإثارة حالة من الذعر في صفوف سكان المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
ويُعد مطار بورتسودان المنفذ الجوي الوحيد المتبقي تحت سيطرة الجيش السوداني، ويُستخدم في إيصال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى كونه المقر المؤقت للحكومة المركزية بعد سقوط العاصمة الخرطوم.

سبع مسيّرات وانفجارات قرب قاعدة عسكرية

وأكد المتحدث باسم الحكومة السودانية، خالد الأعيسر، أن الهجوم تم بـ"7 مسيّرات انتحارية" استُخدمت كغطاء جوي لهجوم منفصل نفذته طائرة استراتيجية على قاعدة عثمان دقنة الجوية الواقعة شرق المطار.
وأظهرت صور نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أعمدة من الدخان تتصاعد قرب القاعدة، فيما سُمع دوي انفجارات متتالية في أحياء متفرقة من المدينة، وسط حالة تأهب أمني شديدة.

تحول خطير في تكتيكات الدعم السريع

يمثل هذا الهجوم تحولاً خطيراً في ميزان القوة الميداني، إذ يعكس اتجاه "الدعم السريع" إلى الاعتماد المتزايد على الطائرات المسيّرة والمدفعية بعيدة المدى بعد خسارتها مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم ومحيطها.
وتُشير تقارير أمنية إلى أن "الدعم السريع" وسّعت قدراتها في التصنيع المحلي للطائرات المسيّرة، وربما تلقّت دعمًا خارجيًا مكّنها من تنفيذ هذا النوع من الضربات المعقّدة.

إدانة إقليمية للهجوم وتخوفات من تصعيد أوسع

أدانت المملكة العربية السعودية، في بيان رسمي، الهجوم على مطار بورتسودان، معتبرةً أن استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية يشكل "تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي، والأمن الوطني العربي والأفريقي".
ودعت الرياض إلى وقف التصعيد العسكري فورًا، والعودة إلى طاولة التفاوض لإنهاء النزاع الذي دخل عامه الثاني وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان.

بورتسودان تحت التهديد لأول مرة

الهجوم على بورتسودان، التي كانت تُعد حتى وقت قريب ملاذًا آمنًا نسبيًا من تداعيات الحرب، يثير تساؤلات حول قدرة الجيش على حماية مقراته الحيوية، خاصة مع تكرار هجمات "الدعم السريع" على خطوط الإمداد والمطارات العسكرية في شرق السودان.
ويرى محللون أن نقل المعركة إلى بورتسودان قد يكون محاولة من قوات الدعم السريع لـكسر الطوق الجغرافي المفروض عليها في دارفور ووسط البلاد، وفرض واقع ميداني جديد قد يغيّر مسار التفاوض الدولي مستقبلاً.

تم نسخ الرابط