مطالبات إسرائيلية بتدخل عسكري مباشر في سوريا
دعوات إسرائيلية للسيطرة على دمشق تحت غطاء حماية الأقليات «الدروز»

في تصعيد لافت، دعت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، في افتتاحيتها، إلى فرض سيطرة إسرائيلية على العاصمة السورية دمشق، تحت ذريعة "حماية الطائفة الدرزية" وباقي الأقليات من ما وصفته بـ"النظام المتطرف الجديد" في سوريا.
وزعمت الصحيفة أن الدروز يتعرضون لما يشبه "مذبحة"، محمّلة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التقاعس، واتهمتها بالاكتفاء بـ"خطاب فارغ" ومناشدات متكررة للمجتمع الدولي دون اتخاذ خطوات فعلية على الأرض.
انتقاد للمجتمع الدولي وترويج للتدخل
وانتقدت الصحيفة موقف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي طالب المجتمع الدولي بالتدخل، واعتبرت ذلك بمثابة "حكم إعدام على الدروز".
وكتبت الصحيفة: "بينما ينشغل العالم في إعادة تأهيل النظام السوري، إسرائيل يجب أن تكون أكثر وعيًا... لديها القدرة العسكرية والتاريخ والوضوح الأخلاقي الذي يُمكّنها من التحرك دون إذن من أحد".
وأضافت أن "إسرائيل هي القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك الضمير الأخلاقي والقدرة العسكرية على وقف سفك الدماء"، مشيرة إلى أن "التحرك المباشر والسيطرة على جنوب سوريا وصولًا إلى دمشق هو السبيل الوحيد لحماية الأقليات".
هجمات إسرائيلية وتحركات ميدانية جنوب دمشق
تزامن هذا الخطاب التصعيدي مع تطورات ميدانية لافتة، أبرزها قصف إسرائيلي استهدف مواقع في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة السورية دمشق في 2 مايو/أيار، إلى جانب غارات جوية استهدفت بلدة أشرفية صحنايا جنوب المدينة.
وقالت مصادر أمنية إن الطيران الإسرائيلي نفذ هجومًا تحذيريًا استهدف مجموعة وُصفت بـ"المتطرفة"، كانت تستعد لمهاجمة مواقع درزية في بلدة صحنايا، وسط تصاعد الاشتباكات بين الفصائل الدرزية المسلحة وعناصر من الأجهزة الأمنية السورية.
وتزايدت وتيرة التحليق للطائرات الإسرائيلية الحربية والمسيّرة في الأجواء السورية، ما يعزز من احتمالية أن إسرائيل تُعيد رسم خطوط تدخلها العسكري في الجنوب السوري، خاصة مع تنامي الاضطرابات في محيط جبل العرب.
أجندة توسعية تحت غطاء "حماية الأقليات"
ويرى محللون أن طرح صحيفة "جيروزاليم بوست" لا يُعد مجرد موقف إعلامي، بل يعكس نبرة سياسية تعكس توجهاً داخلياً لدى بعض الأطراف في المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية لدفع نحو تدخل أوسع في سوريا، بذريعة "ملء الفراغ" و"منع التمدد الإيراني".