ارتفاع الإجهاض وتشوهات الأجنة في غزة واتهامات باستخدام أسلحة محرّمة

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدأت تتكشف ملامح أزمة صحية جديدة تطال النساء الحوامل وأجنتهن، حيث يشهد القطاع ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإجهاض وظهور تشوهات خلقية غير مألوفة بين المواليد.
ورغم غياب بيانات رسمية دقيقة بسبب شلل المنظومة الصحية، يؤكد أطباء ومختصون في مجال صحة الأم والطفل أن الحالات المتزايدة تنذر بكارثة صحية قد تستمر آثارها لسنوات طويلة.
وقال الدكتور عيادة أبو حصيرة، رئيس أقسام النساء والولادة بوزارة الصحة في غزة، إن هناك عوامل متعددة تسببت في هذه الزيادة، من أبرزها الرعب النفسي الذي تعيشه النساء جراء القصف، والتعرض المستمر لانبعاثات الغارات الجوية، والجهد الجسدي المضاعف نتيجة الأوضاع المعيشية القاسية.
مواد سامة وغموض حول نوعية الأسلحة
يؤكد أطباء في القطاع أن هناك مؤشرات قوية على استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلحة تحتوي على مركبات كيميائية أو مشعة تؤثر بشكل مباشر على تكوين الأجنة ونموهم الطبيعي.
وأوضح أبو حصيرة أن "غازات غير معروفة المصدر تتسرب من الصواريخ المستخدمة، وتصل تأثيراتها إلى رحم الأم، ما يتسبب في إضعاف بنية الجنين وإجهاضه قبل اكتمال الحمل"، مضيفًا أن "نسبة كبيرة من حالات الإجهاض مرتبطة بأجنة تعاني من تشوهات واضحة".
من جهتها، أشارت الدكتورة حليمة فوزي، المتخصصة في صحة المرأة والطفل، إلى أن بعض التشوهات تشمل خللًا في الدماغ، واضطرابات في الجهاز الحركي، وتأخرًا ملحوظًا في النمو العقلي، معتبرة أن هذه المؤشرات "تدعم فرضية استخدام إسرائيل لمواد محظورة دوليًا".
أجهزة غير متوفرة وتحقيق دولي مطلب ملح
تعاني مستشفيات غزة من عجز شبه كامل في الأجهزة والمعدات المخبرية اللازمة لكشف التشوهات الجنينية مبكرًا، ما يضاعف خطر ولادة أطفال مشوهين دون قدرة على التدخل أو المعالجة.
وتوضح فوزي أن "القطاع الصحي في غزة بات عاجزًا عن متابعة حالات الحمل المعقدة، ونخشى أن نشهد في الأشهر القادمة ولادات عديدة لأطفال يعانون من إعاقات جسدية وعقلية"، مضيفة أن هناك أكثر من 150 ألف امرأة حامل يواجهن هذا الخطر يوميًا.
في ظل هذا الواقع، يدعو المختصون إلى فتح تحقيق دولي نزيه للكشف عن طبيعة الأسلحة المستخدمة، وتوثيق الأثر الصحي الكارثي للحرب على الجيل القادم في غزة، مع المطالبة العاجلة بتوفير دعم طبي ومخبرات تشخيصية لمواجهة هذه الأزمة.