اليمين المتطرف يسيطر على الجولة الأولى من إعادة الانتخابات الرئاسية الرومانية

أظهرت نتائج شبه نهائية فوز جورج سيميون، اليميني المتشدد، بالجولة الأولى من إعادة الانتخابات الرئاسية الرومانية.
أظهرت نتائج ما يقرب من 99.6% من مراكز الاقتراع أن عمدة بوخارست، نيكوسور دان، البالغ من العمر 55 عامًا، جاء في المركز الثاني بنسبة 21% تقريبًا، خلف سيميون الذي حصل على 40.6%. وسيلتقيان في جولة الإعادة 18 مايو.
وظهر المرشح الرئاسي جورج سيميون وهي يسير ويحمل صورةً لأيقونة رومانية مقدسة تُسمى "حماية والدة الإله" قدمها أحد مؤيديه خارج مركز اقتراع خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في موغوسوايا، رومانيا.
فوز سيميون
ووفقا لتقارير دولية، قال مراقبون سياسيون: إن فوز سيميون قد يُعزل البلاد، ويُضعف الاستثمار الخاص، ويُزعزع استقرار الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، حيث تُواجه أوكرانيا غزوًا روسيًا مستمرًا منذ ثلاث سنوات.. كما سيُوسّع هذا نطاق القادة المُشككين في الاتحاد الأوروبي، والذين يضمّون بالفعل رئيسي وزراء المجر وسلوفاكيا، في وقتٍ تُكافح فيه أوروبا لصياغة ردّها على ترامب.
انتصار للكرامة الرومانية
قال سيميون: "هذا ليس مجرد انتصار انتخابي، بل هو انتصار للكرامة الرومانية. إنه انتصار لمن لم يفقدوا الأمل، لمن ما زالوا يؤمنون برومانيا، دولة حرة، مُحترمة، وذات سيادة".
مستفيدًا من موجة الغضب الشعبي ضدّ القادة الرئيسيين، يُعارض سيميون، البالغ من العمر 38 عامًا، المساعدات العسكرية لأوكرانيا المجاورة، وينتقد قيادة الاتحاد الأوروبي، ويقول إنه مُؤيد لحركة الرئيس الأمريكي "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
قال سيميون لوسائل الإعلام الأجنبية قبيل إغلاق مراكز الاقتراع: "نحن حزب ترامبي، سنحكم رومانيا، وسنجعلها شريكًا قويًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحليفًا قويًا للولايات المتحدة".
وحصل على دعم كبير من الرومانيين في الخارج - الذين فضّلوا مرشحين مناهضين للمؤسسة مثله وسيميون في السنوات الأخيرة - وأظهرت 96% من صناديق الاقتراع فوزه بنسبة 26%، مقابل 60% لسيميون و7% لأنطونيسكو.
ارحلوا أيها اللصوص
وهتف أنصار سيميون بعد إعلان النتائج "ارحلوا أيها اللصوص، عاش الوطنيون"، بينما أكد زعيمهم عبر مقطع مصور أن الناخبين "كتبوا صفحة من التاريخ".
وتوقع أستاذ العلوم السياسية سيرجيو ميسكويو أن يخسر سيميون في الدورة الثانية لأن خصمه يمتلك مخزونا أكبر من أصوات المرشحين الذين خرجوا من السباق.
وتنافس 11 مرشحا على منصب الرئاسة الذي يبقى منصبا بروتوكوليا بشكل أساسي، لكنه يحمل ثقلا في السياسة الخارجية لدولة يبلغ تعدادها 19 مليون نسمة وتشكل ركنا أساسيا في الناتو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
رومانيا تشهد تحولا نحو الخطاب القومي
وشهدت رومانيا تحولا نحو الخطاب القومي عقب قرار المحكمة الدستورية إلغاء الانتخابات السابقة في نوفمبر 2024 بحجة تدخل روسي وحملة ترويج ضخمة لصالح مرشح يميني آخر هو كالين جورجيسكو.
وبعد الإلغاء، قدم الحزب جورج سيميون البالغ ثمانية وثلاثين عاما بوصفه خيارا أكثر "اعتدالا"، بالرغم من تشاركه مع سلفه رفض "بيرقراطيي بروكسل غير المنتخبين".
وهاجم سيميون مؤسسات الاتحاد الأوروبي معلنا عزمه استعادة "كرامة" بلاده داخل التكتل، وأبدى معارضة لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا وتقليص دعم اللاجئين الأوكرانيين، على الرغم من تنديده المتكرر بروسيا. كما أعرب عن إعجابه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وارتدى مرارا قبعته الشهيرة.
وتطرح نتائج أنتونيسكو ونيكوسور دان المتقاربة علامة استفهام حول هوية المنافس الذي سيقف بوجه سيميون في جولة الحسم. بينما حل رئيس الوزراء السابق فيكتور بونتا رابعا بنحو 15% رافعا شعار "رومانيا أولا" على غرار حملة ترامب.
ووعد سيميون مساء الأحد بإيصال جورجيسكو إلى رئاسة الحكومة إن انتخب، ملمحا إلى خيارات تشمل استفتاء، انتخابات نيابية مبكرة، أو ائتلافا داخل البرلمان.
ووضع إلغاء تصويت 2024 الاقتراع الحالي تحت مراقبة شديدة؛ إذ نظمت السلطات إجراءات وقائية إضافية وتعاونت مع منصة "تيك توك" لضمان انتخابات "نزيهة وشفافة".
وتظاهر آلاف المواطنين في الأشهر الماضية رفضا لما اعتبروه "انقلابا" على إرادة الناخبين، بينما دان نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس قرار الإلغاء ودعا إلى احترام صوت الشعب.