إنجاز دفاعي جديد بصبغة هجومية
إيران تكشف عن صاروخ "قاسم بصير": مدى 1200 كيلومتر وقدرات مضادة للتشويش

أزاحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأحد، الستار عن صاروخ باليستي جديد يحمل اسم "قاسم بصير"، في خطوة وُصفت بأنها أحدث إنجاز ضمن برنامج طهران لتطوير قدراتها الصاروخية.
وأعلن وزير الدفاع الإيراني، العميد الطيار عزيز نصيرزاده، أن الصاروخ الجديد يعمل بالوقود الصلب ويبلغ مداه أكثر من 1200 كيلومتر، مشيرًا إلى أنه قادر على اجتياز منظومات الدفاع الصاروخي المتقدمة مثل "ثاد" الأمريكية، بفضل تصميم رأسه الحربي المطوّر وقدراته العالية على المناورة.
ويُعد هذا الصاروخ نسخة مطورة من صواريخ "الشهيد الحاج قاسم" الباليستية، وتم تحسينه ليشمل تقنيات توجيه جديدة تعتمد على التصوير الحراري، ما يعزز دقة الإصابة ويمنحه مقاومة أكبر ضد التشويش والحرب الإلكترونية.
اختبار ناجح بلا GPS
أوضح وزير الدفاع أن الصاروخ تم اختباره مؤخرًا ضمن تدريبات مستندة إلى تجارب "الوعد الصادق 1 و2"، وقد أُطلق من مسافة تزيد على 1200 كيلومتر وأصاب هدفه بدقة عالية، دون استخدام أنظمة GPS، وذلك وسط مجموعة من الأهداف المختلفة.
وأكد أن الصاروخ يتمتع بقدرات تقنية متقدمة في التوجيه والمناورة تسمح له بتجاوز أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، وأضاف أن "الصاروخ خضع لتشويش إلكتروني مكثف خلال الاختبار، إلا أنه حافظ على مساره وضرب هدفه دون انحراف".
واعتبر نصيرزاده أن هذا التطور يمثل نقلة نوعية في قدرات الردع الإيرانية، ويعزز من قدرة البلاد على الرد في حال تعرضها لأي عدوان خارجي.
رسائل ردع واستعداد للرد
في سياق متصل، وجه وزير الدفاع الإيراني رسالة تحذير مباشرة قائلاً: "إذا فُرضت علينا حرب، فإننا سنستخدم أسلحة لم تُستخدم بعد"، مؤكدًا أن الترسانة الصاروخية الإيرانية "ممتلئة، وستُستخدم بلا هوادة عند الضرورة".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، وتهديدات متبادلة بين طهران وتل أبيب وواشنطن.
ويرى مراقبون أن الإعلان عن الصاروخ "قاسم بصير" في هذا التوقيت يحمل أبعادًا سياسية وعسكرية، ويهدف إلى توجيه رسائل ردع إقليمية، خاصة مع اتساع نطاق المواجهة غير المباشرة في البحر الأحمر وأماكن أخرى من الإقليم.