"العكلوك": خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات بغزة هدفها الإبادة الجماعية للقطاع
في تصريحات قوية، شنّ السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، هجومًا لاذعًا على ما وصفه بـ"الخطة الإسرائيلية المزعومة" لتوزيع المساعدات على سكان قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها جزء من سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، في وقت تواصل فيه إسرائيل تضييق الخناق على القطاع المحاصر.
تجويع ممنهج
وخلال مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أكد العكلوك أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة التجويع كسلاح رئيسي ضد المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن القطاع يعاني منذ أكثر من شهرين من انقطاع شبه تام للمساعدات الإنسانية.
وأوضح السفير أن إسرائيل قصفت معظم آبار المياه في غزة، ما أدى إلى حرمان نحو 65% من السكان من الحصول على مياه صالحة للشرب، قائلاً: "منذ 62 يومًا لم تدخل أي مساعدات، والمواطنون يعانون من شح المياه والغذاء، في ظل حصار خانق غير مسبوق."
الأمن الغذائي
"العكلوك" حذّر من تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع، مشيرًا إلى أن نسبة انعدام الأمن الغذائي بلغت مستويات كارثية، مضيفًا: "نحو 92% من سكان غزة يعيشون في ظروف مجاعة قاسية، و80% من الأطفال يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، ما يهدد مستقبل جيل بأكمله"، واصفًا الوضع الصحي بأنه متدهور للغاية، في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرار استهداف المرافق الصحية.
ولم يكتفِ "العكلوك" بتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية، بل اتهم إسرائيل بالسعي إلى إنهاء دور وكالة الأونروا وتقويض عمل الأمم المتحدة في فلسطين، قائلاً: "إسرائيل أغلقت مكاتب الأونروا في القدس، وتستهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، بل وصل بها الأمر إلى قصف مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة وقتل عمال الإغاثة."
سيطرة وإذلال
وفي ما يتعلق بالخطة الإسرائيلية المثيرة للجدل، أوضح العكلوك أنها "آلية للسيطرة والإذلال"، إذ تعتمد على مراكز توزيع عسكرية يديرها جيش الاحتلال، تُجبر الفلسطينيين على المرور بممرات مهينة وخطرة للحصول على حصص غذائية أسبوعية، معتبرًا أن هذه الخطة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقيم الكرامة الإنسانية.
في ختام تصريحاته، دعا "العكلوك" المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ"المجزرة الإنسانية" في غزة، مؤكدًا أن السكوت على هذه الممارسات يساهم في استمرار المعاناة ويمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمزيد من الانتهاكات.
