الطب الشرعي يكشف حقائق صادمة في قضية الاعتداء على ثلاثة أطفال بكفر الدوار

في جريمة هزت أرجاء مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، كشفت تقارير الطب الشرعي تفاصيل مأساوية بشأن واقعة اعتداء جنسي شنيعة تعرض لها ثلاثة أطفال على يد أحد أخطر العناصر الإجرامية والمعروف بلقب "بعرور".
وقد أكدت تقارير الطب الشرعي، التي تم إعدادها بعد توقيع الكشف على الأطفال الضحايا، تعرضهم لاعتداء جنسي كامل تضمن الإيلاج، ما يدعم بشكل قاطع الادعاءات التي تم تقديمها ضد المتهم.

بداية المأساة

بدأت فصول الجريمة حين تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة بلاغاً من أسرة الطفل "زياد.م" البالغ من العمر 15 عامًا، يفيد بتعرض نجلهم للاعتداء الجنسي من قبل شخص يُدعى "م.ص" والشهير بـ"بعرور"، وهو مسجل خطر وله سجل جنائي حافل بالسوابق، وأشارت الأسرة إلى أن المتهم لم يكتفِ بالاعتداء على ابنهم فحسب، بل قام بتصوير الجريمة بغرض استخدامها لاحقًا في أعمال ابتزاز.

تحرك أمني سريع وضبط المتهم

على الفور، تم تشكيل فريق بحث جنائي برئاسة اللواء أحمد السكران مدير المباحث الجنائية بالبحيرة، وبتكثيف التحريات وتحديد أماكن تردد المتهم، تمكنت القوات من ضبطه، وخلال استجوابه من قبل ضباط البحث الجنائي، اعترف "بعرور" بتفاصيل الواقعة وأقر بارتكابه الجريمة بحق الطفل "زياد" وكذلك بحق طفل آخر، وبتفتيش هاتفه المحمول، عُثر على مقاطع فيديو توثق عمليات الاعتداء الجنسي، وهو ما زاد من هول الواقعة.

عرض على الطب الشرعي والتحقيقات مستمرة

بناء على قرار من المستشار هيثم زكي، رئيس نيابة بندر كفر الدوار، تم عرض المتهم على الطب الشرعي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، لأخذ عينات بيولوجية منه ومطابقتها مع الأدلة الجنائية المتوفرة، وقام وكيل النائب العام المستشار طارق درويش، بمباشرة التحقيق مع المتهم، بحضور أمانة السر عبدالله نصر الدين وإبراهيم مطاوع.

بلاغات إضافية من أولياء الأمور

تطورت القضية بشكل مأساوي، حيث تقدم عدد من أولياء الأمور ببلاغات جديدة إلى النيابة العامة، أفادوا فيها بأن أبناءهم تعرضوا لاعتداءات مماثلة من نفس المتهم، وأنه قام بتصويرهم في أوضاع مخلة تمهيدًا لابتزازهم، هذه الاعترافات كشفت عن وجود شبكة خفية من الابتزاز الجنسي تستهدف أطفال المنطقة، ما دفع النيابة العامة إلى توسيع دائرة التحقيق.

الموقع الذي شهد الجريمة

ووفقًا للتحقيقات، وقعت معظم الاعتداءات داخل إحدى صالات البلياردو الواقعة بمنطقة المهاجرين في كفر الدوار، حيث استغل المتهم خلو المكان في أوقات معينة للإيقاع بضحاياه، بعد استدراجهم وإيهامهم بأنه صديق لهم.

استمرار الإجراءات القانونية

تواصل النيابة العامة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، مع متابعة نتائج تقرير الطب الشرعي النهائي، الذي سيكون له الدور الحاسم في إدانته أمام المحكمة، كما يجري العمل على تقديم الدعم النفسي للضحايا وأسرهم بالتعاون مع الجهات المختصة.

تأتي هذه الجريمة لتدق ناقوس الخطر حول ضرورة مراقبة أماكن تجمع الأطفال، وضرورة التوعية المجتمعية بخطورة التهاون في التبليغ عن أي سلوك مشبوه، من أجل حماية النشء من براثن الانحراف والإجرام.