عاجل

تمويل قياسي وتحديات جمة

«قبة ترامب الذهبية» تثير مخاوف الأمريكان

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإطلاق مشروع "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي، وهو نظام طموح يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية المتطورة.

 ووفقًا لصحيفة The Hill، فقد خصصت الحكومة 25 مليار دولار كدفعة أولى لهذا المشروع، ضمن مشروع قانون التوفيق الجمهوري الذي يرفع الإنفاق الدفاعي بمقدار 150 مليار دولار.

 يضع هذا التمويل الضخم مشروع ترامب - الذي كان جزءاً من وعوده الانتخابية - على مسار التنفيذ. 

ومع ذلك، يواجه هذا النظام المقترح تحديات كبيرة، أبرزها التكلفة الباهظة والفعالية المحتملة والجدوى التقنية. فالنظام الذي يهدف إلى توفير درع واقٍ ضد الصواريخ الباليستية والصواريخ فرط الصوتية وصواريخ كروز المتقدمة، يثير تساؤلات حول ما إذا كان يمكن تحقيقه عملياً.

كما أثيرت مخاوف بشأن احتمال استغلال عقود الدفاع في هذا المشروع لإثراء شركات يملكها الملياردير إيلون ماسك، الذي يشغل منصباً استشارياً في إدارة ترامب، مما يثير شبهات حول تضارب المصالح.

مشروع
مشروع "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب 

تفاصيل التمويل والتكاليف المتوقعة

يشمل التمويل الأولي للقبة الذهبية تخصيص 7.2 مليار دولار لتطوير وشراء أجهزة استشعار فضائية و 5.6 مليار دولار لتطوير صواريخ اعتراضية فضائية و 2.4 مليار دولار لقدرات الدفاع الصاروخي غير الحركية، مثل أدوات الحرب الإلكترونية، و 2 مليار دولار للأقمار الصناعية العسكرية ذات مؤشرات الأهداف المتحركة الجوية.

 وهذا هو المقرر، ولكن في الواقع سيتم تخصيص 2.2 مليار دولار لتسريع تطوير أنظمة الدفاع فرط الصوتية و 1.9 مليار دولار لتحسين رادارات الدفاع الصاروخي الأرضية و 800 مليون دولار لتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستية العابرة للقارات من الجيل التالي.

لكن الخبراء يتوقعون أن تتجاوز التكاليف الإجمالية للمشروع مئات المليارات، وربما تصل إلى تريليونات الدولارات.

 ويرجع ذلك إلى الحاجة إلى شبكة ضخمة من الأقمار الصناعية لتغطية الولايات المتحدة بأكملها، حيث تشير التقارير إلى الحاجة إلى ما بين 400 إلى 1000 قمر صناعي للاستشعار والتتبع، بالإضافة إلى 200 قمر صناعي هجومي مسلح بالصواريخ أو الليزر.

 

دور إيلون ماسك وتضارب المصالح

يثير احتمال حصول شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، على عقود كبيرة في هذا المشروع جدلاً واسعاً. فماسك، الذي تبرع بملايين الدولارات لحملة ترامب الانتخابية، ويشغل حالياً منصباً استشارياً في الإدارة، قد يستفيد مالياً من هذا المشروع، مما يثير تساؤلات حول تضارب المصالح. وقد عبر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم بشأن هذا الاحتمال، ودعوا إلى إجراء تحقيق في الأمر. 

الجدوى التقنية والتحديات العملية

يستند مشروع "القبة الذهبية" إلى فكرة "القبة الحديدية" الإسرائيلية، لكنه يواجه تحديات تقنية أكبر بكثير. فبينما تحمي القبة الحديدية إسرائيل من الصواريخ قصيرة المدى، يهدف المشروع الأمريكي إلى حماية الولايات المتحدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ فرط الصوتية وصواريخ كروز المتقدمة، التي يمكن أن تطلق من مسافات بعيدة.

ويتطلب ذلك تطوير تقنيات متطورة، مثل الصواريخ الاعتراضية الفضائية وأجهزة الاستشعار الفضائية وأنظمة الدفاع غير الحركية، مثل الليزر والموجات الدقيقة عالية الطاقة. ويرى بعض الخبراء أن التركيز على تحسين الأنظمة الدفاعية الحالية قد يكون أكثر جدوى من الناحية العملية.

 

مخاوف بشأن نقاط الضعف

يثير مشروع "القبة الذهبية" مخاوف بشأن نقاط الضعف المحتملة، حيث يرى البعض أنه يمكن إغراق النظام بالصواريخ في حال شن هجوم منسق. وقد أثار مشرعون تساؤلات حول قدرة النظام على التعامل مع الهجمات البحرية، وحماية البلاد من الصواريخ التي تطلق من السفن.

كما أثيرت مخاوف بشأن احتمال استهداف الأقمار الصناعية التي تشكل جزءاً من النظام، مما قد يعرضه للخطر. ويرى البعض أن التركيز على تطوير أنظمة دفاعية متعددة الطبقات قد يكون أكثر فعالية في مواجهة التهديدات المتنوعة.

تم نسخ الرابط