بشائر "ًصفقة المعادن"
الولايات المتحدة تنقل نظام "باتريوت" من إسرائيل إلى أوكرانيا

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إنه سيتم إرسال نظام دفاع جوي من طراز "باتريوت" كان متمركزًا في إسرائيل إلى أوكرانيا بعد تجديده، في الوقت الذي يناقش الحلفاء الغربيون اللوجستيات المتعلقة بتزويد ألمانيا أو اليونان بنظام آخر.
ورفض المسؤولون الأمريكيون وصف وجهة نظر الرئيس ترامب بشأن قرار نقل المزيد من أنظمة "باتريوت" إلى أوكرانيا، ولم يوضحوا ما إذا كان القرار قد اتُخذ قبل توليه منصبه، خلال إدارة بايدن.
وينقل التقرير عن جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، إن المجلس لا يقدم تفاصيل حول قوة أنظمة الدفاع الأمريكية ومواقعها في أوكرانيا.
وأضاف: "لقد كان الرئيس ترامب واضحًا: إنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا ووقف القتل".
وبموجب قواعد التصدير الأمريكية للمعدات الدفاعية الحساسة، يجب على الولايات المتحدة الموافقة على أي عمليات نقل لأنظمة صواريخ "باتريوت" أمريكية الصنع إلى أوكرانيا، حتى لو كانت قادمة عبر دول أخرى.
ويشير التقرير إلى أن "هذه الأنظمة نادرة، وغالبًا ما يكون نشرها بمثابة لعبة خداع في البؤر الساخنة عالميًا، لتحديد أي أزمة عالمية تتطلبها أكثر للدفاع عن القوات والقواعد الأمريكية وحلفائها".

السعي لإنهاء الحرب في أوكرانيا
مع تكثيف روسيا لهجماتها الأخيرة، خففت تصريحات ترامب العلنية الأخيرة بشأن الحرب لصالح أوكرانيا.
وكان ترامب قد عقد اجتماعًا وديًا مع زيلينسكي في جنازة البابا فرانسيس في روما في نهاية الأسبوع الماضي، بعد الاجتماع الكارثي في فبراير الماضي في المكتب البيضاوي.
كما خفف الرئيس الأمريكي من حدة خطابه السلبي حول زيلينسكي، وتساءل عما إذا كانت روسيا جادة بشأن محادثات السلام.
أيضا، تم توقيع صفقة المعادن المؤجلة مع أوكرانيا يوم الأربعاء، مما يمهد الطريق لمزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية.
والسبت، صرّح زيلينسكي للصحفيين في كييف بأن صفقة المعادن قد تعني أن الولايات المتحدة سترسل المزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
وجعل ترامب إنهاء الحرب هدفًا رئيسيًا للسياسة الخارجية الأمريكية، ولكنه في الوقت نفسه قلب هذه السياسة رأسًا على عقب.
وعلى الرغم من أن روسيا هي من بدأت الحرب، إلا أن الرئيس الأمريكي أعرب مرارًا عن إعجابه برئيسها فلاديمير بوتين، وتبنى بعض الحجج الروسية، مثل القول بأنه لا ينبغي أن تكون أوكرانيا قادرة على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن أوكرانيا مسؤولة بطريقة ما عن الحرب على الرغم من غزوها.
ومنذ توليه منصبه، تجاهل ترامب علنًا طلبات زيلينسكي للحصول على المزيد من صواريخ "باتريوت"، والتي عرض الرئيس الأوكراني شراءها مؤخرًا.
وعندما سُئل عن طلب زيلينسكي شراء صواريخ باتريوت قبل حوالي ثلاثة أسابيع، قال ترامب إن الزعيم الأوكراني "يسعى دائمًا لشراء الصواريخ".

أنظمة "باتريوت" في أوكرانيا
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في بيان، أنها "تواصل توفير المعدات لأوكرانيا من حزم مُصرّح بها سابقًا"، في إشارة إلى الأسلحة المسحوبة من المخزونات الحالية والمشتريات الجديدة.
ويأتي تسليم وحدة "باتريوت" للدفاع الجوي، الذي لم يُبلّغ عنه سابقًا، في الوقت الذي صعّدت فيه روسيا هجماتها على أوكرانيا، بما في ذلك هجوم صاروخي في 24 أبريل على كييف كان الأكثر دموية منذ الصيف الماضي.
وفي الواقع، لم يكن الوضع هكذا في السابق، فقبل عام، كافح الحلفاء للرد على طلب زيلينسكي بالحصول على سبعة أنظمة "باتريوت". وعلى الرغم من أن أوكرانيا تمتلك الآن ثمانية أنظمة، إلا أن ستة منها فقط تعمل. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إنه يجري تجديد النظامين الآخرين.
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنه "مع النظام الإسرائيلي، والنظام الألماني أو اليوناني، سيكون لدى أوكرانيا 10 أنظمة باتريوت إجمالاً، وذلك لحماية العاصمة كييف إلى حد كبير".
منذ بداية الحرب، طلب زيلينسكي مرارًا وتكرارًا المزيد من أنظمة "باتريوت"، قائلًا إنها ضرورية للدفاع عن بلاده.
ويتكون كل نظام "باتريوت" أرض-جو من بطارية مزودة بنظام رادار قوي وقاذفات متحركة تطلق صواريخ لاعتراض المقذوفات القادمة.
وأرسلت الولايات المتحدة نظام "باتريوت" إلى أوكرانيا لأول مرة في أبريل 2023. وبحلول يناير 2024، كان هناك بالفعل نقص في الصواريخ.
ويوم الجمعة، قال العقيد يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إنه ليس سرًا أن أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من الدفاعات الجوية. وقال: "نحن ننتظر حقًا" الإمدادات.
وتنقل "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين، نظام "باتريوت" التاسع القادم من إسرائيل -والذي يجري تجديده بالكامل لأوكرانيا- يُعدّ طرازًا قديمًا، ومن المتوقع تسليمه إلى أوكرانيا بحلول هذا الصيف.

هجوم كييف يُعيد أنظمة "باتريوت" للصدارة
في 24 أبريل، أسفر صاروخ باليستي روسي عن مقتل 13 شخصًا وإصابة ما يقرب من 90 آخرين في كييف؛ ما جعل ترامب في توبيخ نادر لنظيره الروسي، يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "فلاديمير، توقف!"
وقال الرئيس الأمريكي لاحقًا إنه لا يوجد سبب يدعو بوتين لإطلاق الصواريخ على المناطق المدنية "هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد وقف الحرب، إنه فقط يستغلني..
وعقب الهجوم الكبير على كييف، جدد زيلينسكي عرضه لشراء صواريخ "باتريوت".
وقال في خطابه المسائي: "نحن مستعدون لشراء العدد اللازم من أنظمة باتريوت لبلدنا. الأمر لا يتعلق بالإحسان".
بعد جنازة البابا فرانسيس، قال زيلينسكي إنه وترامب تحدثا عن صفقة لتقاسم أرباح استخراج الموارد الطبيعية لأوكرانيا. بينما قال ترامب لاحقًا إن زيلينسكي طلب صواريخ "باتريوت".
وقال ترامب للصحفيين: "أخبرني أنه بحاجة إلى المزيد من الأسلحة. إنه يقول ذلك منذ ثلاث سنوات". لكنه أضاف بعد ذلك: "انظروا، إنه يريد أن يفعل شيئًا جيدًا لبلاده".
ويوم الأربعاء، عندما وقّعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقية المعادن. ورغم أنها لا تذكر صراحةً ضمانات أمنية لأوكرانيا، إلا أنها تضمن إمكانية شحن أسلحة أمريكية إلى أوكرانيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
بينما لا تزال أوكرانيا تتلقى الأسلحة المصرح بها في عهد السيد بايدن، من المتوقع أن تتوقف هذه الإمدادات هذا الصيف.

أنظمة "باتريوت".. تكلفة ضخمة وتخصيص للحلفاء
بلغت تكلفة بناء أنظمة "باتريوت" مليار دولار على الأقل، وحوالي 90 جنديًا لتشغيلها.
وتشير بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إلى أن حوالي 186 نظام "باتريوت" قيد التشغيل في جميع أنحاء العالم. وتمتلك الولايات المتحدة حوالي ثلث منظومات "باتريوت"، وقد أرسلت العديد منها إلى الخارج لحماية حلفائها في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وتم إرسال عشرات من صواريخ باتريوت إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ بسبب تهديدات من الصين وكوريا الشمالية؛ كما نقلت الولايات المتحدة مؤخرًا نظامًا واحدًا على الأقل إلى الشرق الأوسط لحماية إسرائيل من هجمات الحوثيين.
ويمتلك الحلفاء الأوروبيون حوالي 40 نظامًا، بما في ذلك الأنظمة الثمانية الموجودة حاليًا في أوكرانيا- فيما تمتلك ألمانيا واليونان معًا حوالي 15 نظام باتريوت، وفقًا لبيانات المعهد الدولي