كارثة غزة .. أمجد الشوا يستغيث : "سوء تغذية حاد ونقص مياه وأدوية"

في تصريحات مؤلمة تعكس حجم المعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كشف أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية، عن أرقام صادمة تتعلق بوضع الأطفال وسكان القطاع في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الوضع الصحي أصبح كارثيًا ويهدد حياة الآلاف.
أزمة صحية خانقة
أكد الشوا، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا أبو عميرة في برنامجها على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن حالات سوء التغذية بين الأطفال في غزة وصلت إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة، إذ أن هناك ارتفاعًا مستمرًا في عدد الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الأنيميا والسكري، مضيفًا: "المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، والمخزون الدوائي قد نفد تقريبًا".
وتحدث الشوا عن أزمة المياه التي تضرب القطاع بقوة، مؤكدًا أن الأهالي يواجهون صعوبات شديدة في الحصول على كميات كافية من المياه الصالحة للشرب، وسط مشاهد الطوابير الطويلة أمام مراكز توزيع المياه ومطابخ المجتمع.
وقال: "المواطنون يضطرون للانتظار لساعات من أجل الحصول على كميات قليلة من الطعام والماء، والتي لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية".
مخازن فارغة
فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أوضح الشوا أن برنامج الغذاء العالمي ووكالات الإغاثة الدولية الأخرى أصبحت عاجزة عن تلبية احتياجات السكان، بسبب نفاد مخزوناتها من المواد الغذائية والإمدادات الطبية، مشيرًا إلى أن ما تبقى من مساعدات في القطاع محدود للغاية وقد يتوقف كليًا خلال أيام معدودة، ما يضع القطاع على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وسلّط الشوا الضوء على الآلية الجديدة التي أعلنتها إسرائيل لإدخال المساعدات إلى جنوب القطاع، مؤكدًا رفض المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لهذه الآلية، التي وصفها بأنها "تستهدف عسكرة المساعدات"، موضحًا أن الآلية تعتمد على شركة أمنية أمريكية للإشراف على توزيع المساعدات، وهو ما يعتبره إذلالًا للفلسطينيين ويؤدي إلى تقليص الكميات المتاحة لهم.

غزة على حافة الانهيار
واختتم الشوا تصريحاته محذرًا من أن الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورًا يومًا بعد يوم، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري والجاد لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وكريم وبدون أي شروط سياسية، قائلاً: "الوقت ينفد، والكارثة تلوح في الأفق إذا لم يتم التحرك بسرعة".