انتخابات الضاحية الجنوبية تنطلق رغم العدوان الإسرائيلي.. إقبال شعبي ورسائل تحد

شهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، صباح اليوم، انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في مشهد انتخابي اتسم بالإصرار والصمود، رغم الأوضاع الأمنية المتوترة والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي مؤخراً.
ووفقاً لما نقله أحمد سنجاب، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، فتحت اللجان الانتخابية أبوابها منذ الساعة السابعة صباحاً في مختلف البلدات التابعة للضاحية لاستقبال الناخبين.
إقبال لافت رغم الدمار
وخلال تغطيته المباشرة للعملية الانتخابية من حارة حريك، أشار سنجاب إلى أن مدرسة حارة حريك الأولى، التي تقع على بُعد مئات الأمتار فقط من موقع الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة، تشهد توافدًا كثيفًا من الناخبين.
ورغم أن المنطقة تعاني من آثار العدوان الذي دمر العديد من المباني والمنشآت خلال الأشهر الماضية، فإن المشهد كان لافتًا من حيث الحضور الشعبي، ما يعكس إرادة قوية لدى أهالي الضاحية على مواصلة حياتهم المدنية والسياسية دون انكسار.
الانتخابات رد على الاحتلال
وأضاف سنجاب أن هذا الإقبال الكبير يحمل في طياته رسالة واضحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، تؤكد تمسك اللبنانيين بأرضهم ومؤسساتهم الديمقراطية، مستشهدًا بتصريحات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي شدد على رفضه القاطع لتأجيل الانتخابات، حتى ولو لمدة ساعة واحدة، في خطوة عكست تمسك القيادة السياسية بإجراء الاستحقاقات الدستورية في موعدها، رغم التهديدات والمخاوف الأمنية.
وقال سنجاب: "رأينا كيف أصر المواطنون على الوصول إلى مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر، في تحدٍ واضح للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد."
تحذيرات وتدخلات إسرائيلية
ولفت المراسل إلى أن السلطات اللبنانية أبدت مخاوف حقيقية من احتمال قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاولات لتعطيل العملية الانتخابية أو استهداف مراكز الاقتراع، خاصة في ظل استمرار التوتر على الحدود الجنوبية؛ ومع ذلك، لم تسجل أي حوادث تعيق سير الانتخابات حتى الآن، حيث اتسم اليوم الانتخابي بالهدوء النسبي وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأشار سنجاب إلى أن هذه الانتخابات تحمل أهمية استثنائية، كونها تُجرى للمرة الأولى منذ تسع سنوات، وهو ما أضفى عليها زخماً كبيراً وأهمية خاصة في نظر المواطنين الذين حرصوا على المشاركة بكثافة، مضيفًا أن لجان الاقتراع ظلت تشهد توافد الناخبين على مدار ساعات اليوم وسط أجواء من التحدي والأمل في مستقبل أفضل.

الديمقراطية اللبنانية
يؤكد المشهد الانتخابي في الضاحية الجنوبية أن الشعب اللبناني ماضٍ في طريقه نحو بناء دولته وتعزيز ديمقراطيته، رغم كل الصعوبات، ويبقى التحدي الأكبر في الحفاظ على هذا الزخم الشعبي وترجمته إلى خطوات فاعلة تعزز الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.