عاجل

35 عامًا من العطاء.. «مها ومتولي» أسطورة رياضية وزوجان من ذوي الهمم

الزوجان مها ومتولي
الزوجان "مها ومتولي" البطلين الرياضيين من ذوي الهمم ببورسعيد

في زمن تتغير فيه المواقف وتبهت فيه المشاعر، يظل حب "مها ومتولي" ثابتًا كنبض القلب، لا يهدأ وكسعي رياضي لا يتوقف. لم تكن الإعاقة عائقًا، بل كانت دافعًا لمواصلة التحدي. اجتمع قلبان على الحلم، وامتدت أيديهما لتخطي حدود الصعاب، فصنعا معًا قصة عمرها 35 عامًا، كتبت فصولها في ملاعب الرياضة، ورسمت تفاصيلها في بيت من دفء ومودة.

"مها" بطلة وهو رفيق دربها، زوجان من ذوي الهمم جمعتهما الرياضة وامتدت بينهما الإرادة، ليكتبا معًا ملحمة من التحدي والعطاء والحب الحقيقي.

مها ومتولي
مها ومتولي

التقى موقع "نيوز روم" بهما لنسطر قصتهما لتكون عبرة وأيقونة لكل زوجين، تبدأ القصة داخل جدران مركز تدريب المعاقين التابع لمديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، حيث اشتعلت شرارة حب بين "مها لطفي حسين" و"متولي"، اثنان من ذوي الهمم، تجمعهما الرياضة وتربط بينهما الإرادة. ورغم البداية الصعبة، إلا أن الإيمان ببعضهما كان البذرة الأولى لرحلة كفاح امتدت لعقود.

البطلة الرياضية مها
البطلة الرياضية مها

مدرب تنس الطاولة ولاعب الكرة الطائرة جلوس

يقول "متولي" البطل الرياضي ومدرب تنس الطاولة ولاعب الكرة الطائرة جلوس بنادي الحرية للمعاقين، والذي أحرز أكثر من 18 بطولة ودوري وكأس على مستوى الجمهورية: "كنا في بدايتنا مجرد لاعبين ناشئين، جمعتنا الرياضة، ولكن الألفة والدعم المتبادل زرعوا بيننا حبًا حقيقيًا .. حفَرنا في الصخر علشان نوصل، وفعلاً ربنا كرمنا وخلانا نكون أسرة جميلة."

خلال تمرين مها في نادي الحرية للمعاقين
خلال تمرين مها في نادي الحرية للمعاقين

أما "مها"، البطلة التي لا تُقهر، فكانت رياضية فذة حصدت الألقاب والميداليات، ورفعت اسم مصر في المحافل الدولية. مارست لعبة رفع الأثقال، ثم تألقت في تنس الطاولة ومصارعة الذراعين. نافست الأسوياء، ثم شاركت في بطولات ذوي الهمم، لتحقق المركز الثاني عالميًا في مصارعة الذراعين، والثالث أفريقيًا في تنس الطاولة عام 1998، إلى جانب بطولات أخرى في الأردن ومصر.

البطلة العالمية مها 
البطلة العالمية مها 

تقول "مها": "تعرفت على متولي من خلال الرياضة، وبدأت قصتنا هناك، دعمني في كل خطوة، سواء في البطولات أو الحياة. معه عرفت يعني إيه شريك حقيقي. رغم التحديات، بنينا بيتًا وأسرة، وربنا أكرمنا بأحفاد يفرحون القلب."

متولي يساعدها خلال التمرين
متولي يساعدها خلال التمرين

قصة "مها ومتولي" ليست فقط عن الإنجازات الرياضية، بل هي عن الدعم النفسي والمعنوي الحقيقي. عن زوج يجهز بيته وزوجته قبل كل بطولة، وزوجة تخفف عنه الضغوط وتؤمن بموهبته. ويصف "متولي" زوجته قائلاً: "هي مش بس زوجة، هي بطلة، وشيف ممتاز، وأم عظيمة .. وكل حاجة حلوة في حياتي. أقول لها من قلبي: يا غالية .. أنت فعلًا غالية."

ظل الزوجان على مدار سنوات مثالًا مشرفًا لنادي الحرية للمعاقين، حيث شكلا نموذجًا يُحتذى به داخل المجتمع الرياضي. أكدا أن الحب والدعم والاحترام هما سر الاستمرار والنجاح.

وعن والدها، تقول "مها لطفي حسين" لاعبة دولية لتنس الطاولة: "كان والدي يحبني جدًا، وكان بسبب إعاقتي الأقرب لقلبه، وكان يخشى عليّ أن يحرجني أحد بكلمة. كل شاب يتقدم لي كان يرفضه، معتقدًا أنه قد يؤثر على نفسيتي، لكن عندما تقدم لي متولي، وافق عليه، لأنه رآه شابًا طموحًا ذو إرادة وحب حقيقي لابنته المدللة."

 

وبهذه القصة، يمكن أن يتعلم الجميع أن الحب والإرادة يمكن أن يتحدا ليصنعا المعجزات، وأن التحديات لا يجب أن تكون عائقًا أمام تحقيق الطموحات. "مها ومتولي" هما خير دليل على أن المستحيل ليس سوى كلمة في قاموس من لا يؤمنون بقوة الحب والإرادة.

 

تم نسخ الرابط