عاجل

"يا حاجة" بين التقدير والاعتراض.. مفيدة شحية تثير الجدل حول دلالات الكلمة

تبادل اللالمسات بين
تبادل اللالمسات بين الكبار والصغير

أثار حديث الإعلاميتين مفيدة شيحة وسهير جودة جدلاً طريفاً وعميقاً في آن واحد، حول الكلمة الشهيرة التي يستخدمها الكثيرون عند مخاطبة كبار السن من السيدات وهي "يا حاجة"، حيث تباينت آراؤهما بين القبول والتحفظ، ما يعكس رؤى مختلفة حول مفاهيم الاحترام والتقدير الاجتماعي.

الكلمة ليست مؤذية 

علقت الإعلامية مفيدة شيحة خلال حلقة من برنامج "الستات"، الذي يبث على قناة النهار الفضائية، على ظاهرة مناداة البعض لكبار السن بلقب "حاجة"، قائلة: "أنا نفسي حد ييجي يقعد جنبي ويقولي يا حاجة.. فعلاً مش بهرج، إحنا مش بنتكلم عن كبر سن، لكن من كتر ضغوط الحياة بقى عندنا ضعف في التركيز."

وأضافت شيحة أن الكلمة بحد ذاتها ليست مهينة كما يعتقد البعض، بل تحمل طابعاً ودوداً وتقديراً اجتماعياً، مؤكدة: "الكلمة لوحدها حلوة ومش مؤذية نفسيًا، بالعكس، فيها نوع من الاحترام، خاصة أننا نعيش ضغوطاً يومية تؤثر علينا ذهنياً."

تجربة شكلت الوعي المهني

من جانبها، أبدت الإعلامية سهير جودة رأياً مخالفاً، معربة عن تحفظها تجاه استخدام كلمة "حاجة" عند مخاطبة أي سيدة، موضحة أن الأمر قد يحمل دلالات عمرية غير مرغوبة.

واستعادت جودة موقفاً أثّر في تكوينها المهني، قائلة: "أنا متحفظة على وصف (الحاجة) لأي حد، أفتكر لما كان الأستاذة صفيناز كاظم ضيفة في أحد البرامج، وأحد فريق الإعداد قال لها (لو سمحتي يا حاجة)، حصلت حالة من الانتفاضة وقتها."

وأضافت جودة أن هذا الموقف ترك أثراً كبيراً لديها، قائلة: "كنت صغيرة وقتها، لكن رد فعلها أعطاني درساً مهماً واستفدت منه بشكل كبير سواء في حياتي المهنية أو الشخصية."

<strong>برنامج الستات</strong>
برنامج الستات

تطور المفاهيم الاجتماعية

ويكشف هذا النقاش الطريف عن اختلاف الأجيال في استقبال العبارات الاجتماعية المعتادة، ففي حين ترى مفيدة شيحة أن الكلمة تعبير عن الاحترام، ترى سهير جودة أنها قد تحمل دلالات عمرية غير مرغوب بها، وهو ما يعكس تنوع النظرة الاجتماعية لمفاهيم التقدير وكيفية التعبير عنها.

يفتح هذا الجدل أيضاً باباً أوسع للتساؤل حول ما إذا كانت الكلمات وحدها تعكس النية الحقيقية لأصحابها أم أن السياق هو ما يمنحها معناها الحقيقي. ففي مجتمعاتنا العربية، كثيراً ما تُستخدم ألفاظ مثل "حاجة" أو "عمو" أو "خالو" بهدف التقريب والتودد، إلا أن تلقيها يختلف باختلاف الشخص والموقف.

تم نسخ الرابط