تصريحات لوسي باول تثير الاستياء
تصريحات محبطة..غضب ناجيات الاغتصاب من وزيرة العمل البريطانية والأخيرة تعتذر

أثارت تصريحات وزيرة العمل البريطانية، لوسي باول، استياءً وغضبًا واسعًا بين الناجيات من عصابات الاغتصاب والاستغلال الجنسي للأطفال، وفقًا لتقرير the Telegraph، إذ اتُهمت باول بـ "التجاهل التام" لآلام آلاف الضحايا بعد ردها المقتضب وغير المتعاطف على سؤال حول الفيلم الوثائقي الذي يفضح هذه الجرائم البشعة، وذلك خلال مشاركتها في برنامج " Any Questions؟" الإذاعي.
ووصفت الناجية من فظائع عصابات "روثرهام" والتي تعمل حاليًا في مجال الدفاع عن حقوق الضحايا، سارة ويلسون، موقف باول بأنه "تجسيد لما واجهه الضحايا والناجون على مر السنين"، معبرة عن إحباطها العميق وشعورها بأن أصواتهم لم تُسمع وأن المسؤولين أظهروا ولا يزالون يظهرون عدم اكتراث بمعاناتهم المروعة وتجاربهم المؤلمة.
انتقادات لاذعة ودعوات ملحة للاعتذار والتحقيق الشامل
وجهت ناجية أخرى تُدعى سكارليت، ظهرت بشجاعة في الفيلم الوثائقي الذي سلط الضوء على هذه القضية المروعة، ووالدها مارلون، انتقادات لاذعة اللهجة لتصريحات باول، معتبرين أنها "مسيئة للغاية وغير محترمة لمشاعر الضحايا".
واتهموا السياسيين صراحة باستغلال قصصهم المأساوية كـ "أداة سياسية رخيصة" لتبرير انتقاداتهم للخصوم السياسيين بدلًا من تقديم الدعم الحقيقي لإنشاء تحقيق عام مستقل وشامل يهدف إلى كشف الحقائق وتقديم الجناة للعدالة، وعلى الرغم من هذه الموجة العارمة من الغضب والاستنكار، أكد وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج، على بقاء باول في منصبها الوزاري، معترفًا بأنها ارتكبت خطأً فادحًا لكنه أشار إلى اعتذارها وأكد على استمرارها في مهامها.

تباين حاد داخل حزب العمال ومطالبات بالتحرك الفوري
في حين دافع ستريتنج علنًا عن زميلته في الحكومة، أبدى زعيم حزب العمال كير ستارمر، مقاومة واضحة للدعوات المتزايدة من حزب المحافظين وحزب الإصلاح لإجراء تحقيق قانوني معمق وشامل في الاعتداءات الجنسية التاريخية التي تعرض لها آلاف الأطفال على أيدي عصابات إجرامية منظمة.
وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت أصوات شخصيات بارزة وذات نفوذ داخل حزب العمال نفسه، مثل عمدة مانشستر الكبرى آندي بيرنهام والقيادي البارز دان كاردن، مطالبة بإلحاح بضرورة إجراء تحقيق وطني شامل لكشف ملابسات هذه الجرائم وضمان عدم تكرارها، وقد عادت هذه القضية المؤلمة إلى صدارة المشهد العام والإعلامي مؤخرًا بعد تغطية واسعة النطاق واهتمام متزايد من قبل شخصيات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
لوسي باول تقدم اعتذارًا
أصدرت لوسي باول بيانًا رسميًا أعربت فيه عن أسفها وقدمت اعتذارًا عن الطريقة التي أُسيء فهم تصريحاتها بها خلال مشاركتها في البرنامج الإذاعي، وأكدت في بيانها أنها تتعامل مع قضايا استغلال الأطفال واستدراجهم "بأقصى درجات الجدية والمسؤولية" وأنها لم تقصد أبدًا التقليل من شأن معاناة الضحايا.
وأوضحت أن اعتراضها كان موجّهًا نحو محاولات "تسجيل النقاط السياسية" على حساب هذه القضية الحساسة وليس على القضية نفسها وأهميتها، وأشارت إلى أنها تعاملت بشكل مباشر مع قضايا مماثلة بصفتها نائبة عن دائرتها الانتخابية، مؤكدة على أن الحكومة الحالية تعمل على كشف الحقائق وتقديم الجناة للعدالة.
وفي سياق متصل، يُذكر أن حزب العمال كان قد تراجع عن خططه المعلنة سابقًا لإجراء خمسة تحقيقات محلية منفصلة بشأن عصابات الاستغلال الجنسي، مفضلًا تبني "نهج أكثر مرونة" يترك للمجالس المحلية حرية تحديد كيفية تخصيص الموارد لمعالجة هذه المشكلة المعقدة.