نداء استغاثة من غزة.. برنامج الأغذية يحذر من كارثة إنسانية وشيكة

كشفت الدكتورة عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، عن تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إلى مستوى غير مسبوق، مؤكدة أن البرنامج لم يعد يمتلك أي مخزون غذائي لتوزيعه على سكان القطاع المحاصر. جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لها على قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث وصفت الوضع بأنه "خطير للغاية" ويهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.

أزمة غير مسبوقة

وأوضحت عطيفة أن عمليات توزيع الغذاء قد توقفت بالكامل نتيجة نفاد المخزونات، في ظل استمرار القيود المفروضة على المعابر والمعوقات اللوجستية التي حالت دون دخول شحنات جديدة من المواد الغذائية، مما أدى إلى استنزاف المخزون القائم بشكل سريع.

وأشارت إلى أن البرنامج كان يقدم مساعدات غذائية منتظمة لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية، إلا أن الظروف الحالية جعلت من المستحيل استمرار هذه الخدمات، مما ينذر بكارثة إنسانية وصحية، لا سيما مع ارتفاع معدلات سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال والنساء.

نداء للمجتمع الدولي

وجددت عطيفة مناشدة البرنامج للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لإيصال المساعدات إلى غزة، مشددة على أن الوضع الإنساني يتطلب استجابة فورية ومنسقة لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، إذ إن برنامج الأغذية العالمي على استعداد لاستئناف عملياته بمجرد تأمين ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية، داعية إلى ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية اللازمة لفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات.

وفي سياق حديثها، أعربت عطيفة عن قلق البرنامج البالغ إزاء التداعيات الخطيرة للأزمة على الفئات الأكثر ضعفًا، وعلى رأسها الأطفال والنساء، موضحًا أن معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية، محذّرة من أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى كارثة صحية وإنسانية يصعب احتواؤها.

جهود واستعدادات مستقبلية

واختتمت "عطيفة" تصريحاتها بالتأكيد على أن برنامج الأغذية العالمي يعمل بشكل مكثف مع شركائه الدوليين لإيجاد حلول عاجلة للأزمة، مشيرة إلى أن هناك خططًا جاهزة لاستئناف عمليات التوزيع فور تحسن الظروف الميدانية، كما أكدت أن البرنامج لن يدّخر جهدًا في سبيل دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته، داعية جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية في هذه اللحظة الحرجة.