عاجل

المنظمات الفلسطينية: الجوع تحوّل لكارثة إنسانية شاملة تهدد 2.4 مليون فلسطينيا

أمجد الشوا
أمجد الشوا

أكد أمجد الشوا، مدير عام شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بقطاع غزة، على أن المنظمات الحقوقية في القطاع سواء الدولية أو الأممية أصبحت عاجزة أمام خلو مخازنها بشكل تام من كافة المساعدات الانسانية والمواد الغذائية.

وتابع الشوا خلال مداخلة عبر الفيديو مع قناة النيل للأخبار،اليوم الأحد، “حتى المنظمات الأهلية لم تعد تمتلك ما يكفي وليس لديها سوى عشرات المطاعم التي تقدم طبق من الأرز في أحسن الأحوال كوجبة واحدة في اليوم أو طبق عدس”.

نفاذ المستلزمات والأدوية الطبية

واستطرد حديثه، “وكلها مواد كربوهيدراتية لا يمكنها بناء جسم وسد كافة احتياجاته ، مع استمرار المجاعة والحصار وغياب المسالعدات وحتى نفاذ المستلزمات والأدوية الطبية التي يمكن أن تعوض نقص التغذية”.

كارثة إنسانية شاملة

في قطاع غزة المحاصر، لم يعد الجوع مجرد تحدٍ يومي، بل تحوّل إلى كارثة إنسانية شاملة تنذر بعواقب وخيمة على أكثر من 2.4 مليون إنسان، نصفهم من الأطفال، فبعد شهور من الحصار الإسرائيلي الخانق، وعرقلة دخول الغذاء والدواء، تتوالى مشاهد النهب لمخازن الإغاثة والمطابخ المجتمعية في مشهد يعكس حالة الانهيار الكامل للبنية الإنسانية والاقتصادية في القطاع المنكوب.

ووسط أنقاض المنازل والمستشفيات، يكافح الفلسطينيون لتأمين وجبة يومية أو جرعة دواء، بينما تدق منظمات الإغاثة ناقوس الخطر بشأن تفشي سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال، وانهيار شبكات توزيع المساعدات، وقد وثّقت تقارير أممية وفاة عشرات الأطفال جوعاً، في وقت باتت فيه المطابخ الخيرية والمستودعات الإنسانية أهدافاً للنهب من قبل سكان لم يعودوا يملكون خياراً آخر للبقاء.

ولا يعكس هذا الواقع المأساوي حجم المأساة في غزة فقط، بل يطرح أسئلة أخلاقية وسياسية عميقة حول الصمت الدولي، وفعالية النظام الإنساني العالمي في التصدي لجرائم التجويع الممنهج، ومع تزايد الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول آمن للمساعدات، يبقى المدنيون في غزة أسرى للجوع والخوف، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.

نهب مخازن غزة يشير إلى تفاقم أزمة الجوع

في مؤشر خطير على الانهيار الكامل للأمن الغذائي في قطاع غزة، تزايدت بشكل لافت عمليات نهب مخازن المواد الغذائية والمطابخ المجتمعية خلال الأيام الماضية، ما يعكس حجم اليأس والجوع الذي ينهش السكان بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي الكامل الذي قطع الإمدادات الحيوية عن القطاع.

وقال مسؤولون إغاثيون وسكان محليون إن ما لا يقل عن خمس حوادث نهب وقعت الأربعاء، استهدفت مطابخ خيرية ومتاجر تجارية، إضافة إلى اقتحام مجمع وكالة "الأونروا" الرئيسي وسرقة أدوية وتخريب مركبات.

وفي وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية هجومها البري والجوي في أنحاء غزة في حرب مستمرة منذ أكثر من 18 شهراً، سُجل الخميس مقتل 12 مدنياً في غارات جوية جديدة، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية، إن ما يجري "دليل على مدى خطورة الأوضاع وغياب القانون، وانتشار الجوع وفقدان الأمل"، مؤكداً أن المجتمع المحلي بات ينهار في ظل غياب أبسط مقومات الحياة.

ووصفت لويز ووتريدج، المسؤولة الأممية في "الأونروا"، ما يجري بأنه نتيجة "لانهيار شامل للنظام"، مشيرة إلى أن المجتمع ركع على ركبتيه بفعل الحصار والعنف الطويل الأمد، وقد اقتحم آلاف النازحين مجمع الأونروا في غزة، وألحقوا به أضراراً مادية وسرقوا الأدوية، بينما أرجع الشوا تفاقم الأزمة إلى الانقطاع التام للإمدادات، أكد إسماعيل الثوابطة، المتحدث باسم حكومة غزة، أن النهب ممارسات فردية لا تمثل الشعب، معتبراً أن السلطات تتعامل معها في إطار الحفاظ على النظام.

تم نسخ الرابط