«سكايب» يودع العالم.. بعد احتضانه قصص مؤثرة عن الحب والوٍد والتواصل اليومي

في خطوة تُنهي فصلًا مهمًا من تاريخ الاتصال الرقمي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن خدمة سكايب Skype ستتوقف بشكل نهائي في 5 مايو 2025، بعد أكثر من عقدين من تواجدها كأداة اتصال مفضلة لملايين المستخدمين حول العالم، وبينما ينتهي هذا العصر الرقمي، تبرز قصص مؤثرة لأشخاص شكّل سكايب جزءًا لا يُنسى من حياتهم، من الحب إلى الفقد، ومن التواصل العائلي إلى الأعمال التجارية.

سكايب يودع العالم
قبل ظهور تطبيقات مثل Zoom وWhatsApp وMicrosoft Teams، كان سكايب أحد أكثر خدمات مكالمات الفيديو شهرة في العالم، وأطلق لأول مرة في عام 2003، وغيّر مفهوم التواصل، إذ سمح للمستخدمين بإجراء مكالمات صوتية ومرئية مجانية من كمبيوتر إلى كمبيوتر، بالإضافة إلى مكالمات دولية بأسعار منخفضة إلى الهواتف المحمولة والثابتة.
ورغم هيمنته لسنوات، بدأت شعبيته تتراجع تدريجيًا بعد أن استحوذت مايكروسوفت عليه ووجهت تركيزها نحو تطوير تطبيق Microsoft Teams. واليوم، يظل "Skype for Business" هو الجزء الوحيد الذي سيبقى قيد الاستخدام بعد إيقاف النسخة العامة.

قصة حب بدأت عن بُعد.. وانتهت بزواج سعيد
من القصص التي خلّدها سكايب، قصة وينغ وأوين ويليامز، اللذان التقيا في ويلز عام 2012 أثناء تدريب وينغ ضمن الصندوق الوطني، بعد انتقالها من ماكاو، الصين، وبعد عودتها إلى وطنها، حافظ الثنائي على علاقة صداقة تحولت تدريجيًا إلى حب، وكانت مكالمات سكايب اليومية الرابط الأساسي بينهما.
قالت وينج: "كان سكايب جزءًا مهمًا للغاية من علاقتنا. كان يُبقينا على تواصل دائم، كما أن من أجمل لحظاتهما تلك المكالمة التي قطّع فيها أوين كعكة عيد ميلاده التي أرسلتها له عبر البريد، أمام الكاميرا مباشرة".
وفي عام 2015، عادت وينغ إلى ويلز، وتزوج الثنائي، ليظلا شاهدين على قوة العلاقات الرقمية التي تبنيها التكنولوجيا.

سكايب كنافذة للوداع بعد وفاة الزوج
لـ "إيريكا" من نيوزيلندا، تحول سكايب من أداة للتواصل مع زوجها خلال رحلاته إلى وسيلة وداع مؤثرة بعد وفاته في عام 2017، كما أن اللحظة المؤثرة حين وجدت رسائله القديمة أثناء تنظيف ملفات الكمبيوتر، وفقا لما جاء في "بي بي سي".
قالت: "اكتشفت كيف أن سكايب وثّق دون قصد مرحلة صعبة في علاقتنا"، ولم تتوقف القصة عند الذكريات، بل قامت إيريكا بإرسال رسالة إلى حساب زوجها على سكايب، وردّت عليها من جهازه، وكأنها محادثة حقيقية تستكمل ما لم يُقَل، "وساعدني ذلك على المضي قدمًا"، تقول "في تلك اللحظات، صدّقته، وشعرت أني ودّعته بالطريقة التي أحتاجها."

تواصل يومي مع الأم البالغة من العمر 99 عامًا
بالنسبة لـ سوزان بيرتوتي، المقيمة في تشيلي منذ عام 2003، كان سكايب جسر التواصل اليومي مع والدتها فيرا المقيمة في إنجلترا، وعلى مدار 15 عامًا، لم يتوقف تواصلهما عبر مكالمات الفيديو، حتى في أدق تفاصيل الحياة كعرض الحدائق أو مشاركة الأعياد.
"لقد منحنا سكايب أنا وأمي اتصالاً وثيقًا رائعًا طوال هذه السنوات"، تقول سوزان، ومع تقدم عمر والدتها التي تبلغ الآن 99 عامًا، استخدمت سوزان سكايب أيضًا لمساعدتها في شؤونها الإدارية في المملكة المتحدة.

رغم انتقال البعض لاستخدام واتساب، أصبح سكايب الخيار الرئيسي لهما. وتعبّر سوزان عن حزنها بقولها: "ستكون هذه خسارة كبيرة بالنسبة لي. العودة إلى المكالمات الهاتفية الباهظة أو البريد الإلكتروني أمر مزعج للغاية."