المرحلة السادسة من تحرير الرهائن... هل تنجح الهدنة في إنهاء الصراع؟

بدأت المرحلة السادسة من عملية تحرير الرهائن، اليوم السبت 15 فبراير 2025، في إطار اتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، وبموجب هذه المرحلة، قامت حماس بتسليم ثلاث محتجزين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في موقع التسليم في خان يونس بقطاع غزة، وفي المقابل تقوم قوات الاحتلال بإطلاق سراح 369 أسيرًا فلسطينيًا.
وكانت سيارات تابعة لحماس وصلت إلى المكان وعلى متنها ثلاث محتجزون إسرائيليون، وهم: الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف، والإسرائيلي الأمريكي ساغي ديكل حن، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن.
وتم عرض هؤلاء الرهائن في خان يونس على منصة، لتبدأ مراسم التسليم، وبعد هذا العرض، تم تسليم الرهائن إلى لجنة الصليب الأحمر الدولية التي نقلتهم إلى الأراضي الإسرائيلية، في المقابل، تستعد إسرائيل لإطلاق سراح 369 أسيرًا فلسطينيًا، في إطار المرحلة السادسة من عملية تبادل الأسرى ضمن اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير. حسبما ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية
قلق بشأن الحالة الصحية للرهائن
و أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها الشديد بشأن ظروف حياة الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تم نقل سبعة من الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحريرهم إلى المستشفيات في الضفة الغربية بسبب "وحشية" ظروف اعتقالهم. وقد تعرض هؤلاء الأسرى للتعذيب أثناء فترة احتجازهم في السجون الإسرائيلية.
مستقبل الهدنة الهشة وتدخل الوسطاء
لا تزال الهدنة بين حماس وإسرائيل هشة، حيث تدخلت مصر وقطر للوساطة بعد تهديدات إسرائيل باستئناف الحرب، وحماس بوقف عمليات تبادل الأسرى، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق الهدنة الذي بدأ في 19 يناير.
وقد شهدت المرحلة الأولى من الهدنة، التي كانت مقررة لمدة 42 يومًا، تحرير 16 رهينة إسرائيليًا مقابل 765 أسيرًا فلسطينيًا، ومن المتوقع أن يشمل هذا الجزء من الهدنة تحرير 33 رهينة و1,900 أسير، ومع ذلك، تبقى مستقبليات الهدنة غير مؤكدة، حيث لم تبدأ بعد المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية.
ولعبت مصر وقطر دور الوساطة للحفاظ على الهدنة بعد تهديدات من حركة حماس بوقف عمليات التبادل، في وقت كانت إسرائيل تهدد باستئناف الحرب.
من المتوقع أن تبدأ المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق في بداية الأسبوع المقبل، مع ترجيح عقدها في الدوحة، وضمنت الوساطات السماح بدخول القوافل والمعدات الثقيلة إلى غزة بعد اكتمال عملية تبادل الأسرى، وتهدف المرحلة الثانية من الاتفاق إلى تحرير جميع الرهائن وإنهاء الحرب، تليها مرحلة إعادة إعمار غزة التي تقدر الأمم المتحدة تكاليفها بأكثر من 53 مليار دولار.
مؤتمر حول غزة في الرياض
ومن المقرر أن يعقد قمة لخمسة دول عربية في الرياض في 20 فبراير للرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي لاقت رفضًا عالميًا ولكن دعمًا من إسرائيل، والتي تتضمن السيطرة الأمريكية على الأراضي الفلسطينية ونقل سكان غزة إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان بشكل قاطع.
تظل عملية تحرير الرهائن والتبادل بين حماس وإسرائيل محكومة بتحديات كبيرة، في وقت تسود فيه أجواء من التوتر والقلق حيال مصير الأسرى والرهائن، ورغم أن الهدنة الحالية قد أتاحت بعض التقدم، إلا أن المستقبل لا يزال غامضًا، حيث تتصاعد المخاوف بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وضمان تحقيق السلام الدائم.