انطلاق انتخابات جبل لبنان البلدية.. سباق سياسي وعائلي محتدم في المتن وجونية

وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف للجيش وقوى الأمن الداخلي، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح الأحد أمام الناخبين في محافظة جبل لبنان، لاختيار مجالسهم البلدية والمخاتير بعد تسع سنوات من آخر استحقاق ديمقراطي. الانتخابات التي تجري في ستة أقضية (المتن، كسروان، جبيل، بعبدا، الشوف، عاليه) تشهد تنافسًا متفاوت الحدة، يتراوح بين معارك سياسية محتدمة ومواجهات عائلية تقليدية.

وبلغ عدد المرشحين على مستوى البلديات والمخاتير 9321 مرشحاً، بينهم 1179 سيدة. وفازت بالتزكية 68 بلدية حتى الآن، فيما تستمر عمليات الاقتراع في مئات القرى والبلدات وسط مشاركة ملحوظة في الساعات الأولى.

معركة المتن: ميرنا المر تواجه الجميل.. و"الجديدة – البوشرية – السد" تحت المجهر

قضاء المتن الشمالي يشهد واحدة من أشرس المعارك الانتخابية، حيث يتنافس تحالف "القوات اللبنانية – الكتائب – النائب كنعان" ضد تحالف "التيار الوطني الحر – ميشال المر – العائلات"، في بلدية الجديدة - البوشرية - السد، وهي الأكبر من حيث عدد الأعضاء (21 عضواً).

في موازاة ذلك، تبرز مواجهة حاسمة على رئاسة اتحاد بلديات المتن بين ميرنا ميشال المر، الرئيسة الحالية منذ عام 1998، ونيكول أمين الجميل، رئيسة بلدية بكفيا – المحيدثة. كما تسجل المعارك البلدية في بلدات بيت مري، الفنار، الدكوانة، المتين، الخنشارة، والشوير ديناميكية حزبية وعائلية متشابكة.

بلغ عدد الناخبين المسجلين للبلديات في المتن 177,166 ناخباً موزعين على 213 قلم اقتراع، بينما يبلغ عدد ناخبي المخاتير 183,798 مع فوز 37 مختاراً بالتزكية.

كسروان وجبيل: جونية وغزير وعمشيت على صفيح ساخن.. وتزكية في 18 بلدية

في قضاء كسروان - الفتوح، تتجه الأنظار إلى مدينة جونية التي تشهد منافسة سياسية حادة بين لائحة "جونيتنا" المدعومة من رئيس اتحاد بلديات القضاء جوان حبيش، ولائحة "نهضة جونية" التي تحظى بدعم النائبين نعمة إفرام وفريد الخازن وحزبي "القوات" و"الكتائب".

أما في قضاء جبيل، فتحت صناديق الاقتراع أمام نحو 85 ألف ناخب، في استحقاق يشهد معارك لافتة في بلدات جبيل، عمشيت، قرطبا، العاقورة، وبلاط، وسط تحالفات حزبية متضاربة أبرزها بين "التيار الوطني الحر"، "القوات"، و"الكتائب". وسُجلت التزكية في 6 بلدات منها الفيدار وإدة والمزاريب.

دير القمر وبعقلين والدامور: الشوف وعاليه على خط التماس بين التقاليد والتجاذب السياسي

في قضاء الشوف، تتصدر بلدة دير القمر المشهد بمواجهة ثلاث لوائح، تليها بعقلين والباروك، حيث التنافس يمزج بين الطابع العائلي والخلفيات الحزبية. وتشهد مناطق أخرى مثل بريح، كفرنبرخ، والدامور مواجهات انتخابية محلية رغم فشل التوافقات.

أما في قضاء عاليه، فتغلب الأعراف التقليدية على المعارك الانتخابية، باستثناء بعض البلدات التي تسجل منافسات حادة، أبرزها عرمون، بتاتر، وصوفر، إلى جانب بلدات مثل حمانا، بيصور، وسوق الغرب، حيث يبرز تداخل السياسة بالعائلة. وسُجلت التزكية في بلدة بدغان، فيما تشهد بلدة العزونية أول انتخابات بعد استحداث بلديتها.