شينباوم ترفض التدخل العسكري الأمريكي وتتمسك بسيادة بلادها
رئيسة المكسيك ترفض عرض ترامب إرسال قوات أمريكية لمحاربة عصابات المخدرات

أعلنت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، أنها رفضت عرضًا مباشرًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال قوات أمريكية إلى الأراضي المكسيكية لمحاربة عصابات تهريب المخدرات، مؤكدة أن "السيادة الوطنية ليست للبيع".
وجاءت تصريحات شينباوم ردًا على تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في 2 مايو، أفاد بأن ترامب يمارس ضغوطًا على المكسيك للسماح بتوسيع التدخل العسكري الأمريكي لمكافحة عصابات المخدرات التي تنشط على الحدود المشتركة بين البلدين.
تفاصيل المكالمة بين ترامب وشينباوم
وخلال حديثها في مناسبة جامعية قرب العاصمة مكسيكو سيتي، أوضحت شينباوم أن ترامب قال لها في أحد الاتصالات:
"كيف يمكننا مساعدتكم في محاربة تهريب المخدرات؟ أقترح أن تأتي قوات الجيش الأمريكي للمساعدة."
لترد عليه بوضوح:
"لا، الرئيس ترامب، الأرض مقدسة، السيادة مقدسة، السيادة ليست للبيع... السيادة تُحب وتُدافع عنها."
وأضافت شينباوم أن التعاون بين البلدين ممكن في إطار الاحترام المتبادل، لكنها شددت: "لن نقبل أبدًا بوجود قوات أمريكية في أراضينا."
تعاون نعم تدخل لا
ورداً على طلب للتعليق من وكالة رويترز، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الرئيس ترامب كان واضحًا بأن على المكسيك أن تبذل مزيدًا من الجهود ضد العصابات، وأن الولايات المتحدة مستعدة لتوسيع التعاون الأمني القائم.
وأكد المتحدث أن ترامب وشينباوم عملا معًا على تحقيق "أكثر حدود جنوبية غربية أمانًا في التاريخ"، لكنه أشار إلى أن "المنظمات الإرهابية الأجنبية الخطيرة ما تزال تهدد الأمن المشترك وتنشر المخدرات والجريمة في المجتمعات الأمريكية."
ولم تؤكد الإدارة الأمريكية ما إذا كان ترامب قد طرح رسميًا خيار نشر قوات داخل المكسيك.
تهريب الأسلحة والرد المكسيكي
أشارت شينباوم إلى أنها، في المقابل، طلبت من ترامب التعاون في منع تهريب الأسلحة من الولايات المتحدة إلى المكسيك، وهي إحدى الوسائل الرئيسية التي تُغذي عنف العصابات والجريمة المنظمة.
وقالت: "يمكننا التعاون والعمل معًا، لكن كل طرف يقوم بدوره داخل أراضيه."
كما أعلنت لاحقًا أنها تسعى إلى إدخال تعديلات دستورية تعزز حماية السيادة الوطنية المكسيكية من أي تدخل خارجي محتمل.
تحذيرات من تصعيد عسكري
وبحسب تقرير وول ستريت جورنال، فإن التوتر بين الزعيمين تصاعد في نهاية اتصال هاتفي يوم 16 أبريل، عندما دفع ترامب باتجاه دور قيادي للقوات الأمريكية في مكافحة عصابات تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
وفي فبراير الماضي، كانت واشنطن قد صنّفت كارتيلات المخدرات، مثل كارتيل سينالوا، كـمنظمات إرهابية عالمية، ما أثار مخاوف من إمكانية اتخاذ هذه الخطوة ذريعة لتدخل عسكري أمريكي أحادي.
كما تشير تقارير إلى زيادة نشاط الاستطلاع الجوي الأمريكي فوق الأراضي المكسيكية لجمع معلومات استخباراتية حول تحركات العصابات.