11 غارة أمريكية تستهدف مواقع حوثية في 3 محافظات يمنية

واصلت القوات الأمريكية، فجر الأحد، تنفيذ عمليات جوية مركّزة استهدفت مواقع وتحصينات تابعة لجماعة الحوثي في ثلاث محافظات يمنية، ضمن تصعيد عسكري جديد يهدف إلى تقويض القدرات الهجومية للحوثيين والحد من تهديداتهم المستمرة للملاحة الدولية.

وقالت مصادر ميدانية إن المقاتلات الأمريكية نفذت نحو 11 غارة جوية، تركزت 8 منها على مواقع للحوثيين في منطقة "طخية" التابعة لمديرية مجز شمال غربي محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة. كما شنت 3 غارات على مواقع أخرى في مديرية سحار غرب المحافظة ذاتها.

وشملت العمليات أيضًا محافظة الحديدة، حيث استهدفت غارتان مناطق قريبة من ميناء "رأس عيسى" النفطي في مديرية الصليف، المطلة على البحر الأحمر. كما نُفّذت 5 غارات جوية على مواقع تمركز ومعسكرات للحوثيين في مديرية مجزر شمال غربي محافظة مأرب شمال شرقي البلاد.

غارات متواصلة منذ مساء السبت

وتأتي هذه الضربات الجوية بعد ساعات من موجة سابقة من الغارات شنتها القوات الأمريكية مساء السبت، تضمنت 6 غارات استهدفت مواقع في مديرية مدغل بمحافظة مأرب، و3 غارات أخرى في الحديدة، توزعت على جزيرة كمران وغرب مديرية الصليف.

ولم تعلن وزارة الدفاع الأمريكية رسميًا عن تفاصيل الضربات الأخيرة حتى الآن، في حين تشير التقديرات الأولية إلى أنها جاءت في إطار حملة عسكرية موسعة بدأت منتصف مارس الماضي، ضمن سياسة الضغط العسكري المتواصل على ميليشيا الحوثي.

تحجيم القوة الصاروخية وتأمين الممرات المائية

وتهدف الضربات، بحسب مصادر عسكرية أمريكية، إلى تدمير الترسانة الصاروخية والمُسيّرة التي تستخدمها ميليشيا الحوثي في شن هجمات على سفن الشحن والملاحة في البحرين الأحمر والعربي، والتي تصاعدت منذ نهاية 2023، خاصة مع تورط الجماعة في تهديد طرق التجارة العالمية انطلاقًا من سواحل الحديدة ومحيط مضيق باب المندب.

وتعتبر واشنطن أن استمرار العمليات الاستباقية ضد الحوثيين ضروري لحماية الأمن البحري في واحدة من أهم الممرات التجارية الدولية، خاصة في ظل فشل الجهود الدبلوماسية في وقف الهجمات البحرية للحوثيين.

صمت حوثي وتحذيرات من تصعيد محتمل

حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الحوثيين على الضربات الجديدة. لكن مصادر محلية تحدّثت عن تحليق مكثف للطائرات فوق عدة مناطق في صعدة ومأرب، وسط مخاوف من تجدد التصعيد خلال الساعات المقبلة.

ويُتوقع أن تستمر العمليات الجوية الأمريكية في الأيام القادمة، خاصة مع تكثيف جهود التحالف الدولي لتأمين خطوط الملاحة الاستراتيجية، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة بالمنطقة.