الرحلة كانت مقررة الأربعاء المقبل وتستمر خمسة أيام
نتنياهو يؤجل زيارته إلى أذربيجان.. وتركيا رفضت السماح بمرور الطائرة في أجوائها

أعلن مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تأجيل الزيارة الرسمية التي كانت مقررة إلى أذربيجان، وذلك في ضوء تطورات متسارعة في قطاع غزة وسوريا، بالإضافة إلى "ضيق جدول الأعمال السياسي والأمني"، حسب ما ورد في بيان رسمي مساء السبت.
وكان من المخطط أن تبدأ الزيارة يوم الأربعاء المقبل وتستمر لمدة خمسة أيام، إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية كشفت أن أسباب الإلغاء قد تعود إلى عقبة دبلوماسية تتعلق برفض تركيا السماح لطائرة نتنياهو بعبور مجالها الجوي في طريقها إلى العاصمة الأذربيجانية باكو.
وذكر موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، نقلًا عن مصادر مقرّبة من مكتب نتنياهو، أن الأخير بحث خيارات بديلة لمسار الرحلة، إلا أن تلك البدائل كانت ستؤدي إلى مضاعفة مدة الطيران، وهو ما دفع في النهاية إلى اتخاذ قرار الإلغاء.
تداعيات الأزمة التركية الإسرائيلية
تشير خلفيات القرار إلى أن العلاقات بين دولة الاحتلال وتركيا تمر بحالة من التدهور منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2023، حيث استدعت أنقرة سفيرها من تل أبيب، وتوقفت العلاقات التجارية بين الجانبين، فيما تبادل الطرفان الاتهامات على الساحة الدولية.
زيارة مؤجلة ومخاوف متصاعدة
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد تصعيدًا ميدانيًا في كل من قطاع غزة وسوريا، ما يعزز فرضية أن الاعتبارات الأمنية الداخلية والخارجية لعبت دورًا حاسمًا في تأجيل الزيارة، رغم ما تحمله العلاقات بين باكو وتل أبيب من أبعاد اقتصادية وعسكرية متشابكة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية في جنوب القوقاز.
باكو وتل أبيب.. علاقات متنامية في مجالات الطاقة والدفاع
تُعد أذربيجان واحدة من أقرب الحلفاء الإقليميين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في مجالات الطاقة والتعاون العسكري. وتشير تقارير غربية إلى أن تل أبيب تحصل على نحو 40% من احتياجاتها النفطية من باكو، فيما تؤمن الأخيرة منظومات دفاع متطورة عبر اتفاقيات أمنية تمتد لسنوات.
وكان من المتوقع أن تشمل زيارة نتنياهو ملفات تتعلق بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، خاصة مع تصاعد التوتر في منطقة جنوب القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا.
الدور التركي في تصاعد التوترات الدبلوماسية
يُنظر إلى الرفض التركي عبور الطائرة الرئاسية الإسرائيلية على أنه مؤشر جديد على مستوى التدهور في العلاقات الثنائية، والذي وصل إلى ذروته مع التصريحات المتبادلة بين قادة البلدين خلال العدوان على غزة عام 2023.
وقد اتخذت أنقرة مواقف سياسية حادة ضد سياسات حكومة الاحتلال، وتصدّرت حملات دبلوماسية في المحافل الدولية للمطالبة بمحاسبة تل أبيب على الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين.