شخصية قيادية من شرق سوريا وقاد مفاوضات مع "قسد"
حسين عبد الله السلامة رئيسًا للاستخبارات العامة في سوريا

في خطوة تعكس توجّه الدولة السورية نحو إعادة تنظيم مؤسساتها الأمنية وتفعيل العمل الاستخباراتي ضمن المرحلة الجديدة، كشفت صحيفة "الوطن" السورية، السبت، عن تعيين حسين عبد الله السلامة رئيساً جديداً لجهاز الاستخبارات العامة.
ويأتي هذا التعيين في سياق تغييرات أوسع تُجريها السلطات في هيكلة الأجهزة السيادية، في إطار مقاربة جديدة لتثبيت الأمن، وإعادة بناء مؤسسات الدولة بعد مرحلة من التحولات السياسية والعسكرية المعقدة.
من العمل المسلح إلى رأس الهرم الاستخباراتي
برز اسم حسين السلامة قبل سقوط النظام السوري، ولاحقاً خلال سنوات الثورة، حين كان من أبرز القيادات العسكرية ضمن هيئة تحرير الشام. وشغل خلال تلك الفترة مناصب إدارية وعسكرية ذات تأثير، خاصة في المنطقة الشرقية.
ويُعرف السلامة بكونه شخصية ذات حضور لافت في المشهد السوري، نظراً لدوره في تنظيم العمل الميداني وقيادة التحولات السياسية والعسكرية في مرحلة ما بعد الانهيار، إلى جانب تمتّعه بعلاقات متشعبة في دوائر صنع القرار المحلي.
ملف التفاوض مع "قسد" ومحاولات بناء توافق وطني
وبحسب تقارير محلية، فقد كُلّف السلامة عقب سقوط النظام بإدارة شؤون محافظات دير الزور والرقة والحسكة، قبل أن يتقدّم باستقالته نتيجة التحديات المعقدة المرتبطة بالبنية العشائرية والواقع الإداري في تلك المناطق.
وفي مرحلة لاحقة، تولّى رئاسة اللجنة المكلفة باستكمال اتفاق التفاهم بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حيث قاد جولات تفاوض عالية المستوى بمشاركة ممثلين دوليين. وقد سعى من خلال هذا الدور إلى تحقيق وحدة الأراضي السورية وبناء أرضية توافق سياسي بين مكونات الشمال والشرق السوري.
انتماء عشائري مؤثر في المعادلة الاجتماعية والسياسية
هذا وينحدر حسين السلامة من قبيلة العكيدات، إحدى أكبر وأعرق القبائل في دير الزور وسوريا عموماً، وهو ما منح تعيينه بُعداً اجتماعياً ذا دلالة في منطقة لطالما كانت ذات حساسية خاصة في المعادلة الوطنية.
ويُعد انتماء السلامة العشائري عامل دعم إضافي لدوره الجديد، بالنظر إلى ما يتمتع به من مكانة ونفوذ بين المكوّنات القبلية في الشرق السوري، وهو ما يُعوّل عليه في تعزيز جهود المصالحة المجتمعية والتوازن الأمني.