تفعيل قوى الأمن والضابطة العدلية من أبناء المحافظة
رئاسة الطائفة الدرزية تؤكد التزامها باتفاق التهدئة في السويداء

أكدت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين "الدروز"، يوم السبت، التزامها الكامل بمخرجات الاجتماع الذي عُقد قبل يومين في محافظة السويداء، وضمّ ممثلين عن الفصائل العسكرية المحلية، في محاولة لإرساء تهدئة شاملة وتثبيت الأمن في الجنوب السوري.
وأوضحت الرئاسة، في بيان نُشر عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن المشاركين شددوا على ضرورة تفعيل جهاز الشرطة المحلي من أفراد سلك الأمن الداخلي السابقين، إلى جانب تفعيل الضابطة العدلية من كوادر المحافظة حصراً، وبشكل فوري.
تأمين طريق دمشق – السويداء ووقف شامل لإطلاق النار
أشار البيان إلى ضرورة رفع الحصار المفروض عن مناطق السويداء، جرمانا، صحنايا، وأشرفية صحنايا، وإعادة الحياة فيها إلى طبيعتها دون تأخير. كما طالب المجتمعون بتأمين طريق دمشق – السويداء وضمان سلامته تحت إشراف السلطة الرسمية وبشكل عاجل، مؤكدين ضرورة وقف إطلاق النار في جميع المناطق دون استثناء.
الرئاسة تحذّر من تجاوز الاتفاق الجماعي
شددت الرئاسة الروحية على أن أي إعلان يصدر خلافاً لما تم الاتفاق عليه يُعد إعلاناً أحادياً لا يُعبّر عن موقفها ولا عن موقف الجهات المجتمعة. واعتبرت أن الخروج عن بنود التفاهم يشكل تهديداً لوحدة الموقف المحلي والسلم الأهلي.
السياق الأمني: محاولات أهلية لضبط الوضع جنوب سوريا
تأتي هذه الخطوة في ظل توتر أمني متجدد تشهده بعض مناطق الجنوب السوري، خاصة محافظة السويداء، حيث تحاول المكونات المجتمعية والفصائل المحلية ضبط الأوضاع بعيداً عن الانجرار نحو صراع مفتوح.
وتسعى القيادات الدينية والأهلية إلى فرض تهدئة مستدامة تحفظ أمن السكان وتحول دون تكرار الاشتباكات التي شهدتها مناطق متعددة خلال الأشهر الماضية.
السويداء في قلب المشهد السوري: خصوصية دينية وهوية مستقلة
تُعد محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية من المناطق السورية التي حافظت على خصوصية مجتمعية وأمنية خلال سنوات الصراع، إذ ظلت إلى حد كبير بمنأى عن سيطرة تنظيمات متطرفة أو تحولات عسكرية جذرية، ما جعلها ساحة لمقاربات محلية تُركّز على ضبط الأمن الذاتي والدفاع الأهلي.
وعلى الرغم من محاولات بعض الأطراف جرّ المحافظة إلى مربع العنف، فإن القوى الدينية والاجتماعية هناك لطالما أكدت تمسّكها بالحوار والتفاهم الداخلي، بعيداً عن الاصطفافات الإقليمية أو الفصائلية.