معهد أمريكي: بوتين يواصل الهجمات رغم الخسائر الفادحة للضغط على أوكرانيا

قال "معهد دراسة الحرب" الأمريكي (ISW) إن القوات الروسية تشنّ هجمات ميدانية كثيفة في أوكرانيا، رغم تباطؤ وتيرتها وارتفاع خسائرها البشرية، في محاولة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفرض وقائع على الأرض قبل أي محادثات محتملة لوقف إطلاق النار.
وأوضح المعهد، ومقره واشنطن، أن روسيا تخسر في المتوسط نحو 99 جنديًا مقابل كل كيلومتر مربع تتمكن من السيطرة عليه منذ بداية عام 2025، مقارنة بـ 59 جنديًا لكل كيلومتر مربع خلال الفترة بين سبتمبر وديسمبر 2024.
الهجمات الروسية تتكلف غاليًا
وفقًا للبيانات الأوكرانية التي استند إليها المعهد، فإن موسكو كسبت منذ بداية العام حوالي 1627 كيلومترًا مربعًا في أوكرانيا ومناطق روسية حدودية مثل كورسك، مقابل خسارة تقدر بـ160 ألف جندي. بينما كانت القوات الروسية قد سيطرت على 2949 كيلومترًا مربعًا في أواخر 2024، لكنها تكبدت 174 ألف قتيل في تلك الفترة.
وأشار المعهد إلى أن بوتين يدفع بوحدات ذات جاهزية منخفضة إلى الخطوط الأمامية، ما يُصعّب تنفيذ عمليات مركبة تؤدي لتقدم سريع، ويزيد من حجم الخسائر البشرية.
الانعكاسات على محادثات السلام
رغم المبادرات التي تقودها واشنطن لإنهاء الحرب، بما في ذلك صفقة مع أوكرانيا بشأن المعادن الاستراتيجية، فإن بوتين لا يزال مصرًّا على كسب المزيد ميدانيًا قبل أي وقف لإطلاق النار. ويُظهر ذلك، بحسب المعهد، أن موسكو تسعى إلى إضعاف موقف كييف وتفكيك حلف شمال الأطلسي (الناتو) سياسيًا.
في المقابل، نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، قوله إن "الحرب لن تنتهي قريبًا"، في إشارة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تُراجع دورها في الوساطة النشطة.
الجبهة الأوكرانية متماسكة بفضل الطائرات المسيّرة
قال زيف فاينتوش، رئيس وحدة التحليل في شركة "غلوبال غارديان" الأمنية، لمجلة "نيوزويك"، إن الجبهة الأوكرانية لا تبدو على وشك الانهيار، مشيرًا إلى أن الإنتاج المحلي للطائرات المسيّرة والدعم الأوروبي يُعزز قدرات كييف الدفاعية على المدى القصير والمتوسط.
إلا أن ما قد تخسره أوكرانيا فعليًا إذا انسحبت الولايات المتحدة من المشهد، يتمثل في الصواريخ الدقيقة وطويلة المدى، والتي تُستخدم لحماية المدن من القصف الروسي وعرقلة خطوط الإمداد القريبة من الجبهة.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
بحسب تقييمات "معهد دراسة الحرب"، فإن بوتين ما زال يعوّل على المكاسب العسكرية لتحقيق أهداف سياسية في المفاوضات. وأشار تقرير لقناة "سي إن إن" إلى أن مسؤولين أمريكيين لا يثقون في أن الرئيس الروسي سيتوقف عن الحرب حتى بعد أي اتفاق محتمل، بل قد يُعيد إشعالها مجددًا.