الهند توسّع إجراءاتها ضد باكستان: حجب حسابات مشاهير ووقف الخدمات البريدية

في تصعيد جديد للتوتر بين الجارتين النوويتين، وسّعت الهند، السبت، من نطاق إجراءاتها ضد باكستان، عبر حجب حسابات عدد من مشاهير الرياضة والفن الباكستانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن حملة أوسع شملت حظرًا تجاريًا، ووقفًا للخدمات البريدية، وإغلاقًا للمعابر الجوية والبرية، على خلفية هجوم دامٍ في إقليم كشمير المتنازع عليه.

وجاءت الخطوة بعد أيام من اتهام الحكومة الهندية لإسلام أباد بالوقوف خلف الهجوم الذي وقع في 22 أبريل الجاري، في القسم الهندي من كشمير، وأدى إلى مقتل 26 مدنيًا، وُصف بأنه "الأكثر دموية منذ سنوات". في المقابل، نفت باكستان الاتهامات، وسُجل منذ ذلك الحين تبادل كثيف لإطلاق النار على خط التماس في الإقليم.

تجربة صاروخية باكستانية تعمّق الأزمة الحدودية

وفي مؤشر آخر على تصاعد التوتر، أعلن الجيش الباكستاني أنه أجرى تجربة ناجحة على صاروخ أرض–أرض من طراز "عبدلي"، يصل مداه إلى 450 كيلومترًا. واعتبرت مصادر عسكرية هندية أن التجربة تُرسل رسالة تصعيدية في وقت حساس تشهده العلاقة بين البلدين.

وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الاتصالات الهندية في بيان رسمي تعليق تبادل جميع أنواع الطرود والبريد مع باكستان، سواء عبر الطرق الجوية أو البرية، وهو إجراء جديد في سلسلة من القرارات التي أعقبت الهجوم.

كما سبق أن طرد البلدان دبلوماسيين من أراضيهما، وأُغلقت المعابر الجوية والبرية بينهما، بما في ذلك المعبر الحدودي الرئيسي، في خطوة تعكس بلوغ الأزمة مستويات غير مسبوقة.

حظر السفن... والقيود تمتد إلى منصات التواصل

وذكرت وسائل إعلام هندية أن نيودلهي قررت منع دخول السفن التي ترفع العلم الباكستاني إلى الموانئ الهندية، وأصدرت تعليمات للسفن المحلية بعدم التوجه نحو الموانئ الباكستانية. ورغم أن هذه الإجراءات رمزية في ظل العلاقات الاقتصادية المحدودة بين البلدين، إلا أنها تكتسب دلالة سياسية في ظل التصعيد الحالي.

وفي 28 أبريل، حظرت السلطات الهندية أكثر من 12 قناة باكستانية على منصة "يوتيوب"، بينها قنوات إخبارية، بدعوى بث محتوى "استفزازي". وفي خطوة جديدة السبت، حجبت الحكومة الهندية حسابات عدد من الشخصيات الباكستانية البارزة على مواقع التواصل.

قائمة الحجب تشمل فنانين ورياضيين بارزين

من بين الحسابات التي لم تعد متاحة للمستخدمين الهنود، حساب رئيس الوزراء الباكستاني السابق وقائد فريق الكريكيت الأسبق عمران خان على "إنستغرام"، إضافة إلى حسابات فناني بوليوود الباكستانيين فؤاد خان وعاطف إسلام.

كما طالت القيود مجموعة من لاعبي الكريكيت، أبرزهم القائد الحالي بابر أعظم، ومحمد رضوان، واللاعبان المعتزلان شاهد أفريدي ووسيم أكرم. وشمل الحجب كذلك حساب البطل الأولمبي أرشد نديم.

وظهرت رسالة للمستخدمين الهنود عند محاولة الوصول إلى هذه الحسابات، تفيد بأن "المحتوى غير متاح في هذا الموقع الجغرافي امتثالًا لطلب قانوني"، في مؤشر على أن الحملة تتخذ طابعًا رسميًا واسع النطاق، وتمتد لتشمل مختلف مجالات التأثير الجماهيري الباكستاني.