عاجل

الثقة قبل الرقابة .. مها عماد الدين توضح أسس حماية الأطفال من التحرش

الدكتورة مها عماد
الدكتورة مها عماد الدين

أكدت الدكتورة مها عماد الدين، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أن حماية الأطفال من التحرش لا تقتصر على الرقابة الجسدية أو التواجد الدائم للأبوين، بل تعتمد أساسًا على بناء تواصل ذهني وعاطفي مستمر مع الطفل يمنحه الإحساس بالأمان والثقة داخل محيطه الأسري.

الأمان والتواجد الجسدي

وخلال لقائها في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، أوضحت عماد الدين أن تواجد الأبوين ليس بالضرورة أن يكون دائمًا بجوار الطفل من الناحية الجسدية، بل الأهم أن يشعر الطفل بأن والديه موجودان لدعمه في أي وقت، قائلة: "المهم إن الطفل يكون حاسس بالأمان، وعارف إن لو حصل له أي حاجة، أبوه وأمه هيسندوه ويدافعوا عنه".

أهمية الحوار المفتوح

وشددت عماد الدين على ضرورة أن يكون لدى الطفل القدرة على الحديث بصراحة عن أي مخاوف أو تساؤلات دون أن يشعر بالرهبة من العقاب أو اللوم، إذ أن غياب التوعية المسبقة قد يترك الطفل في حيرة إذا تعرض لموقف مريب، قائلة: "في وقائع التحرش أطفال بتحس إن في حاجة غلط، لكن مش عارفين الغلط فين، ومفيش وعي سابق يساعدهم يميزوا".

وأضافت أن الروتين اليومي للحوار بين الأهل والطفل يُعد فرصة ذهبية لاكتشاف أي إشارات تحذيرية مبكرة، موضحة: "لو الطفل متعود يحكي في نهاية يومه، ولاحظ الأب أو الأم حتى أسئلة بسيطة زي: ليه الكبار بيقلعوا هدومهم قدامنا؟، لازم ننتبه، لأن دي مؤشرات مهمة".

<strong>الإعلامية لميس الحديدي</strong>
الإعلامية لميس الحديدي

كسر حاجز الخوف

وتطرقت عماد الدين إلى التحديات التي تمنع الأطفال من الإفصاح عن تعرضهم للتحرش، مؤكدة أن البيئة الأسرية القائمة على اللوم المستمر تضعف ثقة الطفل بنفسه وتكبح رغبته في الحديث عن المواقف الحساسة، قائلة: "الطفل مش هيقدر يحكي في موضوع كبير زي التحرش، لو هو أصلاً بيتعرض للوم دائم على حاجات أبسط. مثلاً، لو كسر زجاج المدرسة، وأمه قالت له: كل تصرفاتك غلط، فده بيكسر عنده الأمان، وبيخليه يتردد إنه يحكي في مواقف أكبر".

واختتمت استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، حديثها بالتأكيد على أن الثقة بين الطفل ووالديه تُبنى بالتدريج من خلال تفاصيل الحياة اليومية، موضحًا: "لما الطفل يتربى على فكرة إن مفيش لوم دائم، وإن في مساحة دايمًا لحل المشكلات سوا، هيبقى مؤهل يحكي لو حصل حاجة صعبة زي التحرش".

ودعت الأهل إلى التركيز على ترسيخ الأمان النفسي لدى أطفالهم باعتباره خط الدفاع الأول ضد أي انتهاك قد يواجهونه، مشددة على أن الوقاية تبدأ من البيت، بالحوار والثقة، قبل أي إجراءات وقائية أخرى.

تم نسخ الرابط