"يكتب عند الله صديقًا".. كيف يقودك الصدق إلى الجنة؟

قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إن الصدق ليس مجرد أقوال، بل سلوك متكامل ينعكس على الأفعال والمعاملات والعبادات، مؤكدًا أن الصدق هو الطريق الأقصر إلى الله، فيما يقود الكذب إلى الفجور والنار.
كيف يقودك الصدق إلى الجنة؟
وأضاف مهنا، خلال حلقة برنامج «أوصاني الحبيب» المذاع على قناة «الناس»، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالصدق في خطبته يوم عرفة، قائلًا: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة"، مشيرًا إلى أن الاستمرار في تحري الصدق يرفع الإنسان إلى مرتبة "الصديقين"، بينما الإصرار على الكذب يُسجل صاحبه عند الله "كذابًا".
وشدد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر على أن التصوف الحقّ هو صدق التوجه إلى الله في الأقوال والأعمال والأحوال، مستشهدًا بقول الإمام زروق: "التصوف هو السير إلى الله على بساط الصدق في كل شأن من شؤون الحياة".
كما أشار إلى أن الصدق هو سمة الأنبياء والصالحين، وعلامة فارقة بين المؤمن والمنافق، مستشهدًا بقوله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، داعيًا في ختام حديثه: "اللهم اجعلنا من الصادقين، وإن لم نكن أهلاً لذلك، فاجعلنا أهلاً له بفضلك يا أرحم الراحمين".
وفي نفس السياق، أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الصدق في القرآن الكريم ليس مجرد كلمة عابرة، بل هو منظومة متكاملة تؤثر في حياة الإنسان المؤمن من بدايتها وحتى نهايتها، حيث تبدأ بالأعمال الصادقة وتنتهي بالأثر الذي يتركه الإنسان بعد رحيله.
وأضاف عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "DMC"، اليوم الأحد، أن القرآن الكريم استخدم خمسة تعبيرات مرتبطة بالصدق، تمثل خارطة طريق لكل مؤمن يسعى لإرضاء الله عز وجل، أولها ما ورد في سورة يونس: "وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم"، موضحًا أن "قدم الصدق" تعني الأعمال الصالحة التي يقدّمها العبد بصدق وإخلاص.
الصدقة والعمل الصالح
وأشار الشيخ رمضان عبد المعز، إلى أن الصدقة والعمل الصالح هما أول ما يُكتب في صحيفة الإنسان يوميًا، مستشهدًا بما كانت تفعله السيدة عائشة رضي الله عنها، حين كانت تطيّب الدراهم قبل أن تعطيها للفقراء.