عاجل

ردا على تبادل الهجوم بين الجزائر والإمارات..

هلال العبيدي: "لا أتبنى موقف الإمارات وضد الحكم الديكتاتورى فى الجزائر"

 هلال العبيدي الكاتب
هلال العبيدي الكاتب والباحث السياسي

قال الدكتور هلال العبيدي، الكاتب والباحث السياسي لـ"نيوز رووم": "أنا ضد حكم الجنرالات العسكري الديكتاتور فى الجزائر، وأرى أن الجزائر تصدر مشاكلها الداخلية إلى الخارج، وتصنع أعداء وهميين ليبقى هذا الحكم خانقا رقاب الجزائريين الذين يتطلعوا إلى الحرية والازدهار"، وأضاف هلال: "لي أصدقاء كثيرين من المعارضين الجزائريين في فرنسا، وأغلبهم يريدون التخلص من هذا النظام"، وأكد العبيدي: "لا أتبنى موقف الإمارات.. لكن أعرف جيدا النظام في الجزائر وكيف يعمل".

وكان قد شن التليفزيون الجزائري الرسمي هجوما على النظام الإماراتى، بعد أن  بثت قناة "سكاي نيوز عربية"، التابعة لحكومة أبوظبي، مقابلة مع المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث، وصف خلالها الأمازيغية بأنها مشروع فرنسي صهيوني لتقسيم المنطقة، ولم يكن هذا مجرد رأي فردي، بل جاء من منصة إعلامية مملوكة للإمارات، ويعبر عن توجه سياسي مقصود يستهدف ضرب أحد أهم أركان الهوية الجزائرية كما يقرها الدستور.
ولم يكن الهجوم الجزائري مفاجئًا، ولا يمكن التعامل معه كحادث منفصل عن السياق العام، فالعلاقات بين البلدين تسير منذ سنوات في مسار متوتر يتدرج من التجسس إلى التحريض الإعلامي، ومن التصويت ضد الجزائر في المحافل الدولية إلى محاولات التأثير على وحدتها الداخلية.
ولم يصدر الرد الجزائري عن صحيفة مستقلة ولا عن معلق سياسي، بل جاء عبر التلفزيون الرسمي التابع لرئاسة الجمهورية، وكان الاتهام صريحا، وموجها مباشرة للإمارات بأنها تقف وراء هذا التحريض الممنهج، في إطار مشروع يهدف لتقويض استقرار الجزائر، ووصف البيان الإمارات بأنها "دويلة مصطنعة" و"مصنع للفتن"، واتهمها بتحويل مؤسساتها الإعلامية إلى مصانع للفتنة والسموم، واستغلال من وصفتهم الجزائر بـ"تجار الأيديولوجيا" لإثارة النزعات العرقية في البلاد.
وجاء فيه أن "التحريض الإعلامي الذي يمس هوية الشعب الجزائري لن يمر دون محاسبة أخلاقية وشعبية"، وأن الجزائر التي قدمت ملايين الشهداء لا تقبل المساس بوحدتها ولا بأسس هويتها، وأضاف: "اليد التي تمتد تُقطع، واللسان الذي يطلق يُقلع"، واختُتم البيان برسالة مباشرة إلى أبو ظبي مفادها أن الجزائر لن تنسى ما قدمته للإمارات منذ تأسيسها، ولكنها سترد الصاع صاعين.

ما أذيع من قبل التليفزيون الرسمي الجزائري كان حصيلة تراكمات استمرت لسنوات، لم تعد فيها أبو ظبي تخفي نواياها، فالمشروع الذي تقوده الإمارات في المنطقة يرتكز على تطويق الدول التي ترفض التطبيع، وإضعاف مراكز الثقل الوطني التي ما زالت ترفع سقف الخطاب السيادي، الجزائر كانت، ولا تزال، أحد هذه المراكز، ما يجعلها هدفا دائما للضغوط والاختراق.

وتتعامل الجزائر مع النظام الإماراتي باعتباره مصدر خطر، فالإمارات ليست فقط داعمة لخصوم الجزائر، بل متورطة في التحريض الإعلامي، والتجسس، والدعم العسكري لأطراف معادية في محيطها الإقليمي.


ولم يكن هذا التصعيد الأول، ففي سبتمبر 2024 وصفت صحيفة "الخبر" الجزائرية السفير الإماراتي يوسف سيف خميس سباع آل علي بأنه شخص غير مرغوب فيه، واتهمته بالتآمر على الدولة الجزائرية، ورفع تقارير مغلوطة للقيادة في أبو ظبي، وتوتير العلاقات الثنائية بشكل متعمد، كما نقلت الصحيفة أن تصرفاته تمثل سببا رئيسيا في 80% من المشاكل بين البلدين، كما اتُّهم السفير بمخالفة الأعراف الدبلوماسية، وترويج صورة مشوهة عن الجزائر في الدوائر الخليجية.

وفي يونيو 2023، اتهمت وسائل إعلام جزائرية الإمارات بدعم المغرب بتقنيات تجسس إسرائيلية استخدمت لاختراق هواتف مسئولين وصحفيين جزائريين، كما نقلت قناة "النهار" أن الجزائر طردت السفير الإماراتي ومنحت طاقمه 48 ساعة للمغادرة، بعد اعتقال 4 جواسيس إماراتيين يعملون لصالح الموساد.
وفي أغسطس 2023، أوردت صحيفة "الشروق" أن مسئولين جزائريين رصدوا تحركات مشبوهة للملحق العسكري في سفارة الإمارات، ما زاد الشكوك حول النشاط الإماراتي في الجزائر.

تم نسخ الرابط