الحرب الباردة .. نتنياهو يتنصل من مفاوضات إيران ويضع أمريكا في مـأزق

في تطور جديد على صعيد التوترات الإقليمية، نفى مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما تم تداوله مؤخرًا حول إجرائه اتصالات مكثفة مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز بشأن الملف الإيراني، جاء ذلك وفق نبأ عاجل بثته قناة "القاهرة الإخبارية"، في أعقاب تقارير إعلامية أمريكية أثارت جدلاً واسعًا.
تكذيب رسمي
وأكد مكتب نتنياهو في بيانه أن المزاعم حول وجود تنسيق عسكري مكثف بينه وبين مايك والتز لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن أي محادثات جرت بين الجانبين كانت في إطار البروتوكولات الرسمية المعتادة ولم تتطرق إلى خطط عسكرية مباشرة ضد إيران.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قرر إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز بسبب ما وصفته بـ"تجاوزه للصلاحيات"، وذلك بعدما توافق مع نتنياهو على أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات عسكرية ضد إيران، مشيرًا إلى أن والتز انخرط في محادثات مطولة مع نتنياهو حول الخيارات العسكرية المتاحة قبل زيارته المرتقبة للبيت الأبيض.
البيت الأبيض يصمت
حتى اللحظة، لم يصدر البيت الأبيض أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه المعلومات، ما زاد من حالة الغموض حول طبيعة الاتصالات التي جرت بين الطرفين وما إذا كانت بالفعل تجاوزت الحدود الدبلوماسية المعتادة لتدخل في نطاق التخطيط العسكري المشترك.
يأتي هذا الجدل في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتوترات متصاعدة على خلفية البرنامج النووي الإيراني وتزايد الحديث عن احتمالات مواجهة عسكرية. وقد اعتبر محللون سياسيون أن مثل هذه التسريبات، سواء صحت أم لم تصح، تعكس حالة من القلق داخل الإدارة الأمريكية من اندفاع بعض الأطراف نحو التصعيد العسكري دون توافق دولي واضح.

تحذيرات وعواقب وخيمة
وحذر خبراء في الشؤون الدولية من أن أي تحرك عسكري ضد إيران قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها، مؤكدين أن الحلول الدبلوماسية يجب أن تبقى الخيار الأول لتجنب إشعال فتيل حرب جديدة في الشرق الأوسط.
رغم نفي مكتب نتنياهو، تبقى الرسائل السياسية المتبادلة بين واشنطن وتل أبيب محل اهتمام المراقبين، خاصة في ظل تضارب التصريحات والمواقف حول كيفية التعامل مع الملف الإيراني، وبينما تسعى الأطراف لتأكيد تمسكها بالحلول السلمية، تظل مؤشرات التصعيد العسكري قائمة في خلفية المشهد، بانتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة من تحركات جديدة على الساحة الدولية.