الكراهية ضد اليهود بفرنسا
«آخرهم اعتداء بالضرب» الكراهية ضد اليهود بفرنسا ترفع طلبات الهجرة 400 %
في أخر حوادث الاعتداء على اليهود، أعلنت السلطات الفرنسية، عن وقوع اعتداء عنيف استهدف رجلاً يهوديًا في السبعينيات من عمره، وذلك بدافع الكراهية ضد إسرائيل التي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب في غزة.
ووفقًا لما أفادت به صحيفة يديعوت آحرونوت الإسرائيلية، تعرض رجل يهودي إلى الاعتداء بالضرب في فرنسا مؤخرًا، في أحد شوارع مقاطعة "غارد" جنوبي فرنسا.
الكراهية ضد اليهود بفرنسا
وبحسب التفاصيل التي أوردتها السلطات وشهود عيان، فإن الرجل كان يُطعم قططًا ضالة عندما اقترب منه رجل مخمور يبلغ من العمر 45 عامًا، وطلب منه، بعنف، يورو واحد.
وحينما رفض الرجل المسن، الذي كان يرتدي الكيباه ويتميز بلحية بيضاء ويضع رموزًا دينية يهودية على ملابسه، هتف الأخير: "آه، أنت يهودي!"، وانهال عليه بالضرب، حيث وجه له ضربة قوية على ظهره أسقطته أرضًا، قبل أن يبدأ بركله مرارًا وهو يصرخ "يهودي قذر" أكثر من ثلاثين مرة.
تم نقل الرجل اليهودي إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابات متفاوتة، فيما أُلقي القبض على المهاجم في اليوم التالي، وتبين أنه معروف لدى الشرطة المحلية بسوابقه.
وقد أكد المدعي العام في المقاطعة أن دوافع الهجوم "معادية للسامية بشكل واضح"، مشيرًا إلى أن تصرفات المهاجم وتفوهاته خلال الاعتداء تدعم هذا التوصيف.
ارتفاع طلبات اللجوء من فرنسا
ويأتي هذا الاعتداء في سياق تصاعد مقلق لمظاهر كراهية اليهود في فرنسا. وبحسب إحصاءات رسمية، سُجلت 1676 حادثة في عام 2023، بزيادة طفيفة مقارنة بـ1570 حادثة في عام 2022.
ولكن اللافت أن عدد الاعتداءات الجسدية ذات الطابع المعادي لليهود ارتفع من 85 في عام 2023 إلى 106 في عام 2024. وفي أكتوبر 2023 وحده، تم تسجيل 563 حادثة معادية للسامية، بينما تراجع الرقم إلى 157 حادثة في أكتوبر 2024، في ظل تصاعد التوترات المرتبطة بالحرب الجارية في غزة.
هذه الظروف دفعت نسبة كبيرة من يهود فرنسا إلى التفكير في الهجرة إلى إسرائيل. وكشف خلال جلسة حديثة للجنة الهجرة والاستيعاب في الكنيست الإسرائيلي أن نحو 38% من اليهود الفرنسيين - أي قرابة 200 ألف شخص - يدرسون خيار مغادرة البلاد والهجرة إلى إسرائيل.
وتشير تقديرات الوكالة اليهودية إلى أن نحو 60 ألفًا منهم مؤهلون للهجرة فورًا. كما أفادت الوكالة بأن طلبات الهجرة من فرنسا إلى إسرائيل ارتفعت بنسبة تقارب 400% منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
هذا الاعتداء الأخير أعاد إلى الواجهة المخاوف بشأن أمن الجالية اليهودية في فرنسا، في ظل استمرار الحوادث المعادية للسامية، التي تُثير قلقًا متزايدًا لدى السلطات الفرنسية والمؤسسات اليهودية على حد سواء.
