عاجل

انتخابات انجلترا 2025

«إنجلترا في ثوبها الجديد» زلزال سياسي في انتخابات المجالس المحلية 2025

انتخابات إنجلترا
انتخابات إنجلترا 2025

شهدت انتخابات المجالس والبلديات المحلية في إنجلترا لعام 2025 تحولًا جذريًا في المشهد السياسي بعدما حقق حزب الإصلاح في المملكة المتحدة بزعامة نايجل فاراج مكاسب غير مسبوقة.

وصفت تلك المكاسب بأنها أعادت رسم الخريطة السياسية وأحدثت صدمة لدى الحزبين الرئيسيين، العمال والمحافظين.

انتخابات إنجلترا 2025

تمكن حزب الإصلاح من الفوز في انتخابات فرعية مثيرة في دائرة "رونكورن وهيلزبي"، حيث انتزع المقعد بفارق ضئيل بلغ ستة أصوات فقط بعد إعادة الفرز، على الرغم من أن حزب العمال كان يتمتع سابقًا بأغلبية ساحقة بلغت 14 ألف صوت. وكان هذا الفوز الدرامي بمثابة نقطة تحوّل تؤكد تصاعد شعبية الحزب اليميني الشعبوي في الأوساط البريطانية.

وواصل حزب الإصلاح تسجيل انتصارات مهمة، حيث فازت مرشحته المنضمة حديثًا من حزب المحافظين، أندريا جينكين، بمنصب عمدة لينكولنشاير الكبرى، بينما فاز الملاكم السابق لوك كامبل بمنصب عمدة هال وشرق يوركشاير. وبالمجمل، حصل الحزب على 677 مقعدًا من أصل نحو 1650 مقعدًا، محققًا الأغلبية في عشرة مجالس، وممثلاً في جميع المجالس الـ23.

<span style=
انتخابات إنجلترا 2025

وصف البروفيسور السير جون كيرتس، الخبير المعروف في شؤون الانتخابات، هذه النتائج بأنها "نهاية فعليّة للنظام الحزبي الثنائي" في بريطانيا، حيث سجل الليبراليون الديمقراطيون وحزب الخضر بدورهم تقدمًا ملموسًا، في وقت مُني فيه كلٌ من العمال والمحافظين بخسائر كبيرة.

 

نتيجة الليبراليين في انتخابات 2025

تمكن الليبراليون الديمقراطيون من انتزاع 370 مقعدًا وتحقيق الأغلبية في مجالس كامبريدجشير، أكسفوردشير، وشروبشير، فيما لم ينجح أي من العمال أو المحافظين في حصد الأغلبية بأي مجلس، وخسرا ثلثي مقاعدهما مقارنة بانتخابات 2021، حيث فاز حزب العمال بـ99 مقعدًا فقط، بينما حصل المحافظون على 317 مقعدًا.

وعلى الرغم من هذه الخسائر، تمكن المحافظون من تحقيق فوز وحيد في منصب عمدة كامبريدجشير وبيتربورو، حيث فاز مرشحهم بول بريستو بنسبة 28% من الأصوات، متغلبًا على مرشح حزب الإصلاح رايان كوغان الذي حل ثانيًا بـ23%.

أما حزب العمال، فقد فاز بثلاثة مناصب عمدة في دونكاستر، وشمال تاينسايد، وغرب إنجلترا. إلا أن هذا لم يمنع تصاعد موجة الانتقادات الداخلية ضد رئيس الوزراء كير ستارمر، حيث اتُّهم بتراجع شعبية الحزب بين قواعده التقليدية.

من جانبها، أقرت رئيسة الحزب إيلي ريفز بأن الناخبين "غير صبورين"، لكنها أكدت أن "التغيير يحتاج إلى وقت"، مشيرة إلى أن حزب الإصلاح سيواجه الآن مرحلة من التدقيق المكثف بعد مكاسبه الأخيرة. وقالت: "بدأنا العمل على استقرار الاقتصاد، ولدينا خطة واضحة، لكننا ندرك الحاجة للمضي قدمًا بوتيرة أسرع".

أما عمدة دونكاستر الفائزة، روس جونز، فقد انتقدت بشدة السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة، بما في ذلك قرارات تقليص بدلات الوقود الشتوي وزيادة الضرائب على الشركات. وقالت إن على الحكومة "الإنصات للناس وتقديم خدمات ملموسة لهم".

<span style=
انتخابات إنجلترا 2025

الغضب الشعبي من مدفوعات الشتاء

وأشار كثيرون إلى أن الغضب الشعبي من خصم مدفوعات وقود الشتاء، وخفض إعانات ذوي الإعاقة، وارتفاع الضرائب على أرباب العمل كان عاملًا حاسمًا في تراجع أداء حزب العمال. وعلّق جون ماكدونيل، النائب السابق في حكومة الظل العمالية، قائلاً: "يشعر أنصار الحزب بأن حزبهم قد أدار لهم ظهره".

وفي مشهد يُبرز مدى التحوّل الشعبي، قالت سارة بوتشين، العضوة السابقة في مجلس المحافظين، بعد فوزها في رونكورن: "الناخبون قالوا كلمتهم: لقد طفح الكيل".

من جهة أخرى، حاولت زعيمة المحافظين، كيمي بادينوخ، التخفيف من وقع الهزيمة قائلة: "توقعنا أن تكون هذه الانتخابات صعبة، لكننا بدأنا عملية تجديد الحزب وسنواصل العمل لاستعادة ثقة الناخبين والمقاعد التي خسرناها".

ورغم الخسائر، أكد رئيس حملة المحافظين نايجل هدليستون أنه لا نية لعقد تحالف مع حزب الإصلاح، واصفًا إياه بأنه "يسعى لتدمير حزب المحافظين"، رغم تصريحات سابقة من وزير العدل في حكومة الظل روبرت جينريك تشير إلى أن الاتفاق "لا مفر منه".

أما زعيم الديمقراطيين الأحرار، السير إد ديفي، فأعرب عن تفاؤله قائلاً: "نحن في طريقنا لتحقيق عامنا السابع من المكاسب المحلية، وهذه أفضل سلسلة انتصارات شهدناها على الإطلاق".

مع نسبة إقبال لم تتجاوز غالبًا 30%، يبقى المستقبل السياسي مفتوحًا على كافة الاحتمالات، فيما يبدو أن حزب الإصلاح بقيادة فاراج قد اقتحم الساحة السياسية بقوة، مدفوعًا بحالة عامة من الغضب الشعبي، والتطلعات إلى بديل جديد يُعيد ثقة الناخبين.

تم نسخ الرابط