عاجل

ترامب - التأييد الشعبي

استطلاع لـ CNN: ترامب يحقق أدنى مستوى تأييد لرئيس أمريكي

 ترامب الأدنى في
ترامب الأدنى في التأييد خلال أول مئة يوم

بعد مرور مئة يوم على انطلاق ولايته الثانية، يواجه الرئيس دونالد ترامب واقعًا صعبًا مع انتهاء شهر العسل السياسي، إذ تكشف الاستطلاعات الأخيرة، بأن ترامب يُسجل أدنى مستويات التأييد في تاريخ الرؤساء الأمريكيين بعد مرور مئة يوم على ولايتهم، متجاوزًا حتى أسوأ الأرقام التي سجلها خلال ولايته الأولى.

 

ترامب وتراجع تاريخي في التأييد الشعبي

أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع SSRS، والذي أُجري بين 17 و24 أبريل وشارك فيه 1678 شخصًا بالغًا، أظهر أن نسبة التأييد لأداء ترامب تراجعت إلى 41%، مقابل 59% لا يوافقون على أدائه. وهذا يمثل انخفاضًا بمقدار أربع نقاط مئوية مقارنة بشهر مارس، وسبع نقاط مقارنة بنهاية فبراير.

هذه الأرقام تُسجل أدنى مستوى تأييد لرئيس أمريكي بعد مرور 100 يوم منذ عهد دوايت د. أيزنهاور، مما يعني أن ترامب بات الآن أقل شعبية مما كان عليه في الفترة المماثلة من ولايته الأولى.

وفي استطلاع آخر أجرته قناة "فوكس نيوز" بين 18 و21 أبريل على عينة من 1104 ناخبين مسجلين، تراجع صافي تأييد ترامب إلى -10 نقاط مئوية، إذ بلغت نسبة المؤيدين 44% في مقابل 55% لا يوافقون على أدائه، مقارنة بصافي تأييد -2 نقطة في مارس الماضي.

بهذا، يكون ترامب متخلفًا عن أسلافه، حيث كانت معدلات التأييد بعد مئة يوم لكل من جو بايدن (54%)، باراك أوباما (62%)، وجورج دبليو بوش (63%). كما تراجعت نسبة تأييده من 49% في مارس، لتسجل تراجعًا حادًا بخمس نقاط مئوية.

أما استطلاع ABC News وWashington Post وIpsos، الذي أُجري بين 18 و22 أبريل وشمل 2464 بالغًا، فقد كشف أن 39% فقط من المستجيبين يوافقون على أداء ترامب في هذه المرحلة، وهو أدنى مستوى تأييد لأي رئيس في الثمانين عامًا الأخيرة. كما أبدى 55% من المشاركين عدم موافقتهم على أدائه، بانخفاض قدره 6% مقارنة بشهر فبراير.

وفي استطلاع أجرته NPR وPBS وMarist Poll بين 21 و23 أبريل، منح 46% من الناخبين المسجلين الرئيس تقييمًا بدرجة "F" – وهي أدنى درجة يحصل عليها رئيس في التاريخ الحديث، ما يُعد مؤشراً مقلقًا للغاية.

 ترامب
 ترامب

رد ترامب على الاستطلاعات 

ورد ترامب على هذه الأرقام عبر منصة "تروث سوشيال" بتصريح قال فيه: "استطلاعات الرأي التي تصدر عن وسائل الإعلام الكاذبة، مثلها مثل الأخبار الكاذبة، لا تعكس الواقع! نحن نحقق نتائج أفضل من أي وقت مضى".

ورغم هذا الإنكار العلني، يواجه البيت الأبيض تساؤلات جدية حول ما إذا كان هذا التراجع مجرد كبوة مؤقتة أم بداية لانهيار حتمي لرئاسة تعاني من التعثر منذ بدايتها.

ويرى جي إليوت موريس، المدير السابق لمنصة FiveThirtyEight المتخصصة في تحليل استطلاعات الرأي، أن احتمالية تحسن شعبية ترامب في المستقبل القريب ضئيلة. 

وقال لمجلة نيوزويك: "لا أعتقد أن هناك تحولاً كبيراً قادماً، بناءً على ما نعرفه عن ترامب حتى الآن". لكنه أضاف في الوقت نفسه: "أربع سنوات فترة طويلة، وكل شيء ممكن".

ووفقاً لنموذج موريس الإحصائي، الذي يسجل حاليًا صافي تأييد لترامب عند -10، فإن التوقعات تشير إلى احتمال انخفاضه إلى -30 بحلول نوفمبر 2026.

 

مؤرخ سياسي يعلق على استطلاعات ترامب

وفي السياق نفسه، قال المؤرخ الرئاسي الشهير آلان ليختمان إن التراجع التاريخي في نسب التأييد خلال أول 100 يوم من الرئاسة يُعد مؤشرًا خطيرًا، ليس فقط لرئاسة ترامب، بل لنفوذه السياسي بشكل عام.

وأضاف أن ترامب هو الرئيس الوحيد الذي واجه هذا المستوى المتدني من الشعبية مرتين، ولم يتعافَ منها تمامًا في المرة الأولى.

ورغم اعترافه بإمكانية حدوث تغييرات مستقبلية في نسب التأييد، إلا أن ليختمان شدد على أن احتمالات التعافي تظل ضعيفة: "ما زال هناك الكثير مما يمكن أن يحدث، ولكن فرص تحسن الأرقام بشكل كبير ضئيلة للغاية".

 ترامب
 ترامب

تأثير الاقتصاد على الشعبية

يرى الكثير من المحللين أن انتعاش شعبية ترامب يتطلب تعديلًا جوهريًا في سياساته، لا سيما فيما يتعلق بالرسوم الجمركية. وأوضح توماس جيفت، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية ومدير مركز السياسة الأمريكية في كلية لندن الجامعية، أن تحقيق التعافي السياسي ممكن، لكنه يستلزم تغييراً حقيقياً في طريقة تعاطي ترامب مع القضايا الأساسية. 

فمنذ إعلان ترامب عن سياسة "يوم التحرير" المرتبطة بالرسوم الجمركية، شهدت الأسواق اضطرابات ملحوظة، بدأت بموجة بيع واسعة تلَتها عودة انتعاش نسبي. ولكن تعامل الإدارة مع الأزمة تسبب في تآكل الثقة بين الناخبين، خصوصًا أن الاقتصاد كان يُعتبر من أبرز نقاط قوة ترامب.

واستطلاع أجرته شركة "نافيجيتور للأبحاث" بين 24 و28 أبريل أظهر أن نسبة التأييد لأداء ترامب في الشأن الاقتصادي انخفضت إلى -16، حيث لم تتجاوز نسبة المؤيدين 40%، مقابل 56% معارضين، وهي أسوأ نسبة تأييد له في هذا المجال لدى الشركة. كما كانت تقييماته في ملف التضخم والرسوم الجمركية أسوأ، بصافي تأييد بلغ -29 و-26 على التوالي.

وفي استطلاع أجرته نيويورك تايمز بالتعاون مع معهد سيينا، قال نصف المشاركين إن ترامب أسهم في تدهور الأوضاع الاقتصادية منذ عودته إلى الرئاسة، بينما قال 21% فقط إنه نجح في تحسينها. أما نسبة تأييده للسياسات الاقتصادية، فلم تتعدَ 42%، مقابل 55% من الرافضين.

كما تراجعت شعبية ترامب في ملف الهجرة، الذي كان يُعد نقطة قوة له. فبحسب أرقام كلية إيمرسون، تراجعت نسبة تأييده في هذا الملف من 48% إلى 45%، بينما ارتفعت نسبة المعارضين إلى 44%. أما في ملف الترحيل، فسجل ترامب أيضًا تراجعًا طفيفًا مع صافي تقييم سلبي.

تم نسخ الرابط