توقعات بزيادة جديدة في إنتاج أوبك+ وجولدمان ساكس يحذر من هبوط النفط في 2026

في خطوة قد تؤثر على توازنات سوق النفط العالمية، توقع بنك جولدمان ساكس أن تعلن منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاؤها في "أوبك+"، اليوم، عن زيادة جديدة في المعروض النفطي بمقدار 410 آلاف برميل يوميًا خلال شهر يونيو، وهي الزيادة الثانية على التوالي، بعد أشهر من الالتزام بسياسة التخفيضات الطوعية.
وقال البنك الاستثماري الأمريكي إن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية تدريجية للعودة إلى مستويات إنتاج أعلى، لكنها قد تؤدي إلى ضغوط هبوط على الأسعار، في حال لم يقابلها ارتفاع متوازن في الطلب العالمي.
انخفاض مرتقب في صادرات إيران
وأشار جولدمان ساكس في تقريره الصادر مؤخرًا إلى توقعات بانخفاض معتدل في صادرات إيران النفطية اعتبارًا من النصف الثاني من عام 2025، في ظل احتمال تشديد العقوبات أو تعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
توقعات الأسعار: بين الاستقرار والانهيار
بحسب تقديرات البنك، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط 59 دولارًا في الفترة المتبقية من عام 2025. أما في 2026، فتنخفض التوقعات إلى 58 دولارًا لبرنت و55 دولارًا لغرب تكساس.
لكن في حال تراجع أوبك+ كليًا عن تخفيضاتها الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، أو في حال استمر التباطؤ في الاقتصاد العالمي، فإن الأسعار قد تهبط بشكل أكثر حدة، ليصل سعر خام برنت إلى ما بين 40 و49 دولارًا للبرميل في 2026.
تأثير مباشر على الدول المصدرة والاقتصادات الناشئة
من شأن أي تراجع كبير في أسعار النفط أن يضغط على موازنات الدول المصدّرة، لا سيما في الشرق الأوسط وروسيا، كما قد يهدد الاستثمارات طويلة الأجل في قطاع الطاقة. في المقابل، قد تستفيد الدول المستوردة، خصوصًا الاقتصادات الناشئة، من انخفاض الفاتورة النفطية.
خبير طاقة: قرار محفوف بالمخاطر
و قال محمد حليوة، خبير الطاقة والغاز، أن زيادة المعروض في هذا التوقيت قد تعكس ثقة أوبك+ في استقرار السوق، لكنها أيضًا مقامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل ضعف النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا. .
وأوضح فى تصريح خاص ل"نيوز رووم" أن التراجع الحاد في الأسعار قد يعيدنا إلى سيناريو 2020 إذا لم يتم التعامل بحذر.
وأضاف أن مفتاح التوازن سيكون في المرونة، سواء في رفع الإنتاج تدريجيًا أو التراجع عنه سريعًا إذا استدعى الأمر.
سياق أوسع: من التخفيضات إلى الزيادات
كانت أوبك+ قد أعلنت في نهاية 2022 عن سلسلة تخفيضات طوعية بلغت ذروتها بـ2.2 مليون برميل يوميًا، بهدف دعم الأسعار في مواجهة مخاوف الركود العالمي. لكن مع مؤشرات على تراجع الضغوط التضخمية وتحسن تدريجي في الطلب، بدأت المنظمة مؤخرًا في إعادة ضخ كميات من المعروض إلى السوق.