لماذا يجب على الآباء بدء الحديث عن البلوغ مع أبنائهم مبكرًا؟

يتجنب الكثير من الآباء الحديث عن البلوغ مع أبنائهم خشية الإحراج أو ظنًا أن الوقت لم يحن بعد، لكن تقريرًا حديثًا من شبكة CNN يكشف أن تأخير هذا الحديث قد يُسبب ارتباكًا وقلقًا نفسيًا للأطفال، خصوصًا في ظل وصولهم لمراحل النضج في سن مبكرة.
البلوغ يبدأ أبكر مما نظن
كشفت دراسة أجرتها مستشفى "سي. إس. موت" للأطفال، ونشرت تفاصيلها CNN، أن 41% من الآباء لا يفتحون باب الحديث عن البلوغ إلا عندما يُبادر الطفل، بينما يعتقد 36% فقط أن هذا الحديث يجب أن يبدأ قبل سن العاشرة، رغم أن علامات البلوغ قد تظهر عند الأطفال منذ سن السابعة.
بحسب الباحثة سارة كلارك من جامعة ميشيغان: "عندما نُهيئ الطفل لما هو قادم، يكون أكثر هدوءًا وثقة، ويتعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية بشكل طبيعي".
لماذا الحديث المبكر ضروري؟
يؤكد التقرير أن الطفل الذي يدخل مرحلة البلوغ دون تمهيد مناسب قد يشعر بالخوف من التغيرات الجسدية أو يظن أنه "غير طبيعي"، والأخطر من ذلك، أن غياب التوجيه الأبوي يترك المجال مفتوحًا أمام المصادر الرقمية والمعلومات الخاطئة المنتشرة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب كلارك، فإن "الصمت الأبوي يُعرّض الطفل لتفسيرات مضللة من الأقران أو وسائل الإعلام"، ويضعه في موقف نفسي حساس.
آباء اليوم أكثر وعيًا – لكن ليس كفاية
يشير الاستطلاع إلى أن 44% من الآباء لم يحصلوا على معلومات كافية عن كيفية التحدث عن البلوغ، كما أن 31% فقط منهم قالوا إنهم تلقوا توجيهًا من أهلهم في طفولتهم، مما يعني أن كثيرًا من الآباء يكررون نفس نمط الصمت الذي تربوا عليه.
لكن الخبراء يطمئنون: "لا يجب أن يعرف الوالد كل الإجابات"، يكفي أن يبدأ الحديث عن البلوغ بطريقة بسيطة وتدريجية.

كيف تبدأ الحديث مع طفلك؟
تنصح الطبيبة النفسية نيها تشودري، من مستشفى ماساتشوستس العام، ببدء المحادثات في سن مبكرة وبأسلوب عملي ومرن، وأفضل الطرق بحسب تشودري:
اختر وقتًا هادئًا (مثل ركوب السيارة أو نزهة).
اجعل الحديث خفيفًا ومناسبًا للعمر.
استخدم مواقف يومية أو مشاهد من فيلم كنقطة بداية.
شارك طفلك بتجاربك الشخصية ببساطة.
وأكدت تشودري أن بدء الحديث عن البلوغ مبكرًا يتيح للطفل تطوير مهارات نفسية قوية تساعده على التعامل مع التغيرات الهرمونية لاحقًا.

افتح باب الحوار ودعه مفتوحًا
أجمع الخبراء على أن التواصل المستمر هو الأهم، الطفل يحتاج أن يعرف أن بإمكانه الرجوع إلى والديه في أي وقت، حتى إذا لم تكن تعرف كل شيء، بإمكانكما التعلم معًا، وهو ما يعزز الثقة والتواصل الإيجابي.