عاجل

لقمة عيش بطعم الدم.. دفتر عمال التراحيل بقنا نكشف تفاصيل الوجع

عمال التراحيل بقنا
عمال التراحيل بقنا

"يخرجون في جماعات في الساعات الاولي من الصباح ،يقفون علي ارصفة مشارع الجميل بوسط مدينة قنا ينتظرون طلب يأتي اليهم كي يذهبون الي العمل، مرتدين جلبابهم واضعين العمة علي الرأس، رافعين يدهم إلى السماء أن تأتي اليهم لقمة العيش بكل كرامة، هؤلا هم من يطلق عليه عمال التراحيل وهم يجلسون في هذا المكان المخصص لهم، فالجيمع من الاهالي الذي يعمل في مجال المعمار أو النظافة أن هذا مكانهم.

لقمة العيش المغمسة بالدم

محمد ثروت، أحد العمال، يقول نقف يوميا بالساعات في هذا المكان، قد يأتي الرزق في يوم وقد يقف في أخر بحسب ما يرسل لنا من الله، ولكن ماذا يفعل الإنسان الذي يعول أسرة، وينفق عليها أن يعود إلى منزله حاملا قوت يومهم الذي يكفيهم .

وأشار إلى أن الجميع يخرج في أي عمل حتي لو كان خطر وهناك اشخاص مرضي ومصابون ولكنهم لا ينتظرون أن يمدون يدهم ويفضلون التعب والإرهاق على أي شئ بعيدا عن“الشحاذة”، 

وأضاف، اتذكر صديقا لي خرج وهو مصاب بقدمه وظل يُحمل عليها حتي نزف، وكان يعمل وهو ينزف ولكن لقمة العيش لا تعرف المستحيل وظل يصبر نفسه حتي انتهاء اليوم، والعودة منهك لأسرته التي حمل لهم كل ما طلبوه منهم وكان صاحب المقاولة يومها قد شفق بحالته وصرف له ضعف الأجرة .

مقاولة الموت قادمة لك

ونوه صبري عيد، أحد العمال، أن المقاول أحيانا يأتي ويعرض على المتواجدين على الرصيف مقاولة “شغلانة"، وأحيانا يكون المكان في منطقة خطرة أو يكون العمل نفسه خطر، والعمل في “الشيالة” لأدوار عليا ولكن الجميع يقبل من أجل لقمة العيش.

وتطرق عادل محمود، إلى واقعة شاهدوها سويا عندما سقط زميل لهم في أحد الابرج وهو يعمل في رفع الأسمنت على كتفه، ما أسفر عن إصابته بدوار وسقط من السلم الذي لم يكن به سور ووقتها هرع الجميع إليه، ولكن بعد أن وصلنا به المستشفي كان قد فارق الحياة، وهذا الأمر جعلنا نفكر كثيرا في عدم العمل ولكن الخيار الأصعب هو أن تمد يدك إلى أي شخص طلبا للقمة العيش.

تم نسخ الرابط