عاجل

تلا الإمام في الركعة الثانية 

من صلاة الجمعة  

سورة العصر من جزء عم

(والعصر 

إن الإنسان لفي خسر

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات

وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

....

كلمات قليلات شكلت سورة العصر وهو الزمان

 وهو الدهر الذي يمثل سلسلة ممتدة من الأزل الي الأبد

 لا يشهد الإنسان الا حلقة يسيرة منها 

هي مساحة حياته من ميلاده إلي مماته

لكنما البقية الأبدية والعمق الأزلي 

كامنان في ضمير الغيب قديما 

في طيات التاريخ المعلوم والمجهول

و بعد البعث

في المستقبل المجهول

يقسم الله تعالي بالزمن الذي هو وعاء العمر

 الذي هو أثمن رأسمال الإنسان

 فكل يوم جديد هو علي عمل الإنسان شهيد

 وإذا ذهب لا يعود

والإنسان يخسر عمره يوميا اذا لم ينفقه 

في الإيمان بالله 

والإيمان بقضية حياته 

وإلا أصبح هملاً كالأنعام السائمة

 لا يميز بوصلة لمسيره 

ولا يعنيه مآل مصيره

والعصر من مخلوقات الله

 فلا يخضع المولي عز وجل لتوقيتنا ولاتقسيماتنا للعصر من ماض وحاضر ومستقبل 

فالكل أمامه حاضر مكشوف بلا حجب زمانية أو مكانية 

والعصر مبتدؤه ومنتهاه 

من الأزل إلي السرمد والأبد

في اللوح المحفوظ 

في السيرڤر الكوني الأعظم

لا يستأخر الإنسان ولا يستقدم 

فامتوثانية عن ميقات أول نبضة 

وآخر نبضة

 فكل شيء مدون saved في هذه الوثائق 

غير القابلة للتعديل ولا delete 

وعندما يستثني المولي عز وجل من الخسر 

المؤمنين العاملين الصالحات

لابد من ترجمة الإيمان إلي منهج حياة

والعقيدة إلي عمل صالح مصلح

فليس مطلوبا منك 

التوحد في شرنقة ذاتك 

والانفصال عن صخب الحياة وتفاعلات مجتمعك 

بل لابد أن تنصهر في بوتقة الواقع 

ولا تعيش في يوتوبيا الخيال والتنظير

 بل يريدك أن تخوض معمعة الحياة 

وتمخر عباب الأزمات

 أن تكون في اليم ولا تبتل

 أن تكون في النار ولا تحترق 

بل تخرج وقد انتفي عنك الخبث 

أصلب عودا وأنقي مادة

وعندما يستخدم النص القرآني جمع المؤنث السالم الذي يفيد التقليل

( الصالحات) 

هو لا يتوقع منك الكثير من الأعمال الصالحة بل قليلها يشفع لك 

في دياجير القبر 

وعلي حد الصراط 

وينجيك حين الورود علي سَقَر 

ثم يلخص المولي عز وجل دستور الحياة في كلمتين 

التواصي بالحق 

والتواصي بالصبر 

وفِي التواصي تفاعل واستمرار في الوصايا والتذكير 

والمجتمع الذي يذكر بعضه بعضا بالحق والخير والحب والجمال 

مجتمع خرج من نطاق الخسارة الي الربح 

ولكن الحق شديد المرارة شديد الوطأة ثقيل المؤنة 

لذلك وجب التمرس والتدرب 

علي تجرع الصبر

 وممارسة الصبر علي المكاره

 والصبر عن شهوات الغي ممارسة عظيمة الشأن 

وشوط في مجاهدة النفس سامق الشأو

يا رب اجعلنا في زمرة الحق

 وتحت لواء الصبر 

وأخرجنا من دوامة الخسر والخسران والخاسرين

تم نسخ الرابط