عاجل

يسرا الخولي: وسائل التواصل أحدثت تغييرًا في أساليب تربية الأبناء

الأمومة والطفولة
الأمومة والطفولة

في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، باتت مهمة التربية أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. هذا ما أكدته الدكتورة يسرا الخولي، استشاري العلاقات الأسرية والتنمية البشرية، مشيرة إلى أن عملية تربية الأبناء لم تكن يوماً سهلة، لكنها اليوم تواجه تحديات جديدة فرضتها الثورة الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

التربية الأمس واليوم

وخلال لقائها مع الإعلامي نوح غالي في برنامج "كلمة حرة"، المذاع عبر فضائية "الشمس"، أوضحت الخولي أن التربية لم تعد تقتصر على نقل المعرفة أو تعليم الأبناء المبادئ والقيم فقط، بل أصبحت عملية شاملة تهدف إلى بناء شخصية متكاملة وسليمة، قادرة على التكيف والمشاركة الإيجابية في مجتمع عالمي سريع التغير.

وأضافت أن البيئة الرقمية فرضت واقعاً جديداً يتطلب من الأهل التزود بالمعرفة الرقمية والصبر والحكمة، لمواكبة احتياجات الأبناء ومساعدتهم على مواجهة التحديات المعاصرة.

التربية مسؤولية

وأشارت الخولي إلى أن مسؤولية تربية الأبناء اليوم لم تعد تقع على عاتق الأسرة وحدها، بل تشارك فيها جهات عدة مثل المدرسة والمجتمع، إضافة إلى الإنترنت الذي أصبح واحداً من أبرز المؤثرات في حياة الأطفال والمراهقين، موضحًا أن هذه العوامل مجتمعة تساهم في تشكيل فكر وسلوك الأبناء، ما يستدعي جهداً متواصلاً من جميع الأطراف لضمان تربية صحية ومتوازنة.

سلاح ذو حدين

ولفتت استشارية العلاقات الأسرية إلى أن الأبناء أصبحوا محاطين بالتكنولوجيا في كل مكان، من المنزل إلى المدرسة وحتى في أوقات الترفيه، مؤكدة أن هذه الأدوات الرقمية يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة إذا استُخدمت بالشكل الصحيح وتحت إشراف الأهل. 

وأوضحت أن التكنولوجيا تتيح للأطفال فرصاً هائلة للتعلم والتطور، لكنها في الوقت ذاته قد تتحول إلى أداة سلبية وخطيرة إذا أسيء استخدامها، خاصة إذا تم الإفراط في التعرض لها دون رقابة.

كيف نوجه 

دور الأهل 

وفي سياق تقديم الحلول، شددت الخولي على أهمية أن يكون للأهل دور فعال في توجيه أبنائهم نحو الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا. وأكدت أن ذلك يبدأ بتعليم الأبناء كيفية الاستفادة من الإنترنت بشكل إيجابي، وتحديد أوقات مناسبة لاستخدام الأجهزة الذكية، إلى جانب تعزيز الحوار المفتوح معهم حول المخاطر المحتملة وكيفية مواجهتها.

واختتمت الخولي حديثها بالتأكيد على أن التربية في العصر الرقمي هي مسؤولية مستمرة لا تنتهي عند حد معين، بل تحتاج إلى متابعة وتحديث دائمين من الأهل، حتى يتمكنوا من مواكبة التطورات المتسارعة وضمان بناء جيل واعٍ ومحصن ضد المخاطر الرقمية.

تم نسخ الرابط