إيران تندد بالعقوبات الأمريكية وتؤكد تمسكها بالدبلوماسية: تقوض المفاوضات

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا شديد اللهجة انتقدت فيه استمرار الولايات المتحدة في فرض عقوبات وصفتها بـ"غير القانونية"، متهمة واشنطن بمحاولة إفشال مسار الدبلوماسية رغم التصريحات العلنية التي تؤكد استعدادها لحل الخلافات بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي.
البيان الإيراني يأتي بعد رسالة وجّهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله السيد علي خامنئي، عبّر فيها عن رغبة بلاده في التفاوض. وقد أعقبت هذه الرسالة انطلاق ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في مسقط وروما.
موقف إيران: لا مساومة تحت التهديد
وشدد البيان على أن الجمهورية الإسلامية دخلت هذه المحادثات من منطلق حسن النية والثقة الوطنية، بهدف إنهاء الأزمة "المفتعلة" حول برنامجها النووي، مؤكدة أن مطالبها جاءت ضمن إطار قانوني دولي واضح يستند إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وأضافت الخارجية الإيرانية: "رغم التزام طهران بمسار الدبلوماسية، فإنها ترفض بشكل قاطع أي مقاربة قائمة على التهديد والضغط، والتي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتشكل انتهاكًا لحقوق الشعب الإيراني".
وأكد البيان أن العقوبات المستمرة على الاقتصاد الإيراني وشركائه التجاريين تعد "سببًا جوهريًا في انعدام الثقة بإرادة الولايات المتحدة الحقيقية تجاه الحلول الدبلوماسية".
تعثر الجولة الرابعة من المفاوضات
تزامن هذا التصعيد مع إعلان وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، الوسيط في المحادثات، عن تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران وواشنطن، والتي كان من المقرر عقدها في روما السبت 3 مايو. وقد أشار الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد إلى أن المحادثات قد تُعقد الأسبوع المقبل بدلًا من الموعد المحدد.
كما رجّحت مصادر دبلوماسية تأجيل اجتماع موازٍ كان من المقرر عقده بين إيران ودول "الترويكا الأوروبية" (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) يوم الجمعة، وذلك على خلفية عدم إحراز تقدم ملموس في الجولة السابقة.
رسالة تحذير إلى واشنطن
واختتم البيان الإيراني بتحذير واضح مفاده أن تكرار السياسات الأمريكية الفاشلة لن يؤدي سوى إلى "جولة جديدة من الهزائم المكلفة"، مؤكدة أن مواقف طهران القانونية والعقلانية لن تتغير أمام السلوك الأحادي وغير المشروع.