أقمار صناعية تكشف محورًا إسرائيليًا جديدًا جنوب غزة
صور جوية ترصد محورًا إسرائيليًا جديدًا من الحدود المصرية إلى المواصي في غزة

كشفت صور التُقطت عبر الأقمار الصناعية، عن أعمال بناء مكثفة على شكل محور يمتد بشكل رأسي من الجنوب إلى الشمال قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة، في ما يُرجّح أنه جزء من خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية، وفقاً لما نقلته صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية عن محلل الصور تسيون ميكلس.
وبحسب التحليل المنشور، فإن الصور، التي يعود تاريخ أحدثها إلى 29 أبريل، أظهرت تقدماً ملحوظاً في إنشاء طريق ترابي يصل بين الحدود المصرية ومنطقة المواسي الإنسانية شمالاً. وتُظهر الصور كذلك مساحة واسعة من التراب المضغوط في الطرف الشمالي للطريق، ما قد يشير إلى استعدادات لبناء منشأة كبيرة في تلك المنطقة.
ابتعاد عن نمط المحاور العسكرية السابقة
ويُعد هذا المحور الجديد مختلفاً من حيث الاتجاه عن المحاور التي أنشأها الجيش الإسرائيلي سابقاً في القطاع، مثل "محور نتساريم" و"محور موراغ"، التي امتدت من الشرق إلى الغرب بهدف عزل مناطق مختلفة داخل غزة خلال العمليات العسكرية. بينما يمتد المسار الجديد من الجنوب إلى الشمال، وهو ما يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية، سواء كانت عسكرية أو إنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأعمال الجارية لا يمكن تحديد طبيعتها بدقة من خلال الصور الجوية فقط، لكنها تتميز بحجمها الكبير وقربها من الحدود مع مصر، ما يعزز فرضية استخدامها كممر إمداد إنساني خارج نطاق سيطرة حركة "حماس".
تمهيد لإدارة إسرائيلية للمساعدات خارج سلطة حماس؟
تتزامن هذه الأعمال مع مؤشرات على توجه الجيش الإسرائيلي نحو الإشراف المباشر على عمليات توزيع المساعدات في القطاع، بعيداً عن أي تداخل مع سلطات الأمر الواقع في غزة. وتُعتبر منطقة المواسي، الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي للقطاع، إحدى أبرز المناطق المصنّفة "إنسانية" والتي لجأ إليها مئات الآلاف من المدنيين منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي.
ويرى مراقبون أن إنشاء ممر إنساني بهذه الهيئة قد يكون مقدمة لإعادة هيكلة توزيع المساعدات عبر قنوات تُدار أو تُراقَب أمنياً من قبل الجيش الإسرائيلي، في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي لضمان وصول الإغاثة إلى المدنيين دون تدخل من الفصائل المسلحة.