تحركات عسكرية على الحدود.. أربع إشارات على استعداد روسيا لحرب محتملة مع الناتو

تُشير تقارير استخباراتية غربية إلى أن روسيا تُعيد توزيع قواتها وتعزز وجودها العسكري قرب حدودها الغربية، وتحديدًا مع فنلندا والنرويج، في مؤشر على استعدادات طويلة الأمد لاحتمال مواجهة مع حلف الناتو. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، تخطط موسكو لإنشاء مقر قيادة جديد في مدينة بيتروزافودسك، على بُعد نحو 160 كيلومترًا من الحدود الفنلندية، سيشرف على عشرات الآلاف من الجنود في السنوات المقبلة.
زيادة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري
تشهد ميزانية الدفاع الروسية تضخمًا غير مسبوق، إذ يُتوقع أن تصل النفقات العسكرية إلى 120 مليار يورو عام 2025، أي أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ3.6% قبل حرب أوكرانيا. كما تُخطط موسكو لرفع عدد قواتها إلى 1.5 مليون جندي وزيادة عدد المعدات المنتشرة قرب حدود الناتو بنسبة تتراوح بين 30 و50%.
أنشطة تجسس وتخريب تحت الماء
تصاعدت المخاوف الغربية من تركيز روسيا على البنية التحتية الحيوية، خصوصًا الكابلات البحرية للاتصالات. وأفادت تقارير بأن سفينة شحن روسية رُصدت تحوم فوق كابلات اتصال رئيسية في المحيط الهادئ، ما أثار شبهات بأن موسكو قد تستعد لتخريب الشبكات العالمية كجزء من استراتيجية حرب هجينة. وأشار تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن عدد الهجمات الروسية في أوروبا تضاعف ثلاث مرات بين عامي 2023 و2024، بعد أن كان قد تضاعف أربع مرات بين 2022 و2023.
تحذيرات استخباراتية أوروبية
أصدرت أجهزة الاستخبارات في ألمانيا وليتوانيا والدنمارك تقارير متزامنة تحذر من أن طموحات روسيا تتجاوز أوكرانيا، وقد تصل إلى مواجهة تقليدية مع الناتو بحلول عام 2030. وحذر جهاز الاستخبارات الألماني (BND) من أن موسكو باتت تعتبر نفسها في صراع "نظامي" مع الغرب. أما الاستخبارات الليتوانية، فقد رجحت أن تقوم روسيا باختبار دفاعات الناتو من خلال عملية عسكرية محدودة ضد إحدى الدول الأعضاء.
رد فعل الناتو: تعزيز الدفاع وردع موسكو
تفاعلت دول الناتو مع هذه التطورات بجدية، حيث دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحلفاء الأوروبيين إلى رفع موازناتهم الدفاعية بشكل عاجل، بينما اقترحت المفوضية الأوروبية إطلاق تمويلات بقيمة 800 مليار يورو لتعزيز القدرات العسكرية. وفي ليتوانيا ولاتفيا، جرى تحصين الحدود باستخدام "أسنان التنين"، وهي عوائق خرسانية مضادة للدبابات تُعيد للأذهان دفاعات الحرب العالمية الثانية.
بدوره، وجه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته تحذيرًا مباشرًا إلى موسكو في مارس الماضي، قال فيه: "أي اعتداء على بولندا أو أي دولة عضو سيُواجه برد ساحق من الحلف... سيكون الرد مدمرًا، ويجب أن يكون هذا واضحًا للرئيس فلاديمير بوتين".